من أنت..؟!

من أنت!

يا هذا الذي

متربعا حد السماء

لا لا تجبْ ..

دع عنك وصف الناس للأشياء بالأسماء

ما أنت؟

بل من أنت!

قل لي:

من أيِّ عصرٍ قد ورثتَ الكبرياء

لم يذو صوتكَ حين جرَّحه الهوى

من قال إنَّ الرمل يلهو إذ يمر براحتيك؟

بل يحتفي بحروفك الأنوار

تأرن بين ساحات الجمال مع الجلالُ

ويعود بالأصداء عطرا بالوفاء.

و الحلم إذ يفضي إليّ بهمسك الأشهي،

لم يُبقِ في عينَيّ إلا دمعة

تنداح شوقا فوق خدِّ الأمنيات..

فأبيت يحدوني اللقاء..

وتطوف بي في دوح أزمانٍ أراها سارية

لم تخل يوما من بقايا صمتك المحبوب

من بسمة تحكي الطفولة وارتعاشات الشتاء..

هاأنتذا وتر وحيد

يُدلي بلحنٍ هامسٍ

وقد أكتفى

من بوح عزفٍ قد غفا

من بعض أنغام سَرَت في خاطري

متوسلا برفيف لحن غائر

من بعض ألحان الضياء

من أنت

أنبئني ..

انا لا اريد مؤونتك. وحمولتك

لن أسألك

عن خيمتك.

او عن قبيلة أو فضيلة..

حدِّثني..

أطنب.. عن يراعك..

عن ذراعك

حدثني كم كانت طويلة..

عن ظلِّك الممدود

فوق ناصية الجمال المبتسر

المستجير بكل أهداب الأمل

عن عطرك الغافي على كف السحر

عن كل فصل في الغواية والرواية

عن سر أسرار الحكاية والبداية..

ومعاجم قد سُطرت من كل ألفاظ النساء

تُروى مرارا عن ذهابك أو إيابك.

في الصباح وفي الغداة

وفي العشى وفي والمساء

من أنت .. قل لي..

أخبرني عن أحزان روحك

تلك التي قد خُبأتْ؛

في عمق أضعاف المسافة بيننا..

ما بين جلدك والقميص

في رقعة الثوب الملطَّخ بالضياء..

في محجر العينين

عند رموشها

في دمعهن

ووجهك الوضَّاء

في لجة الوعد المُسَيّج باللقاء.. .

من أنت…؟!

عبثا هززت من المعاني كل لفظ

وهززت أغصان الحروف..

كي اسمع الذكرى تلوح بمقلتيك

وتردني أجراس دفترك القديم.

فاستهيمُ..

مع الحكايات التي قد صغتها لحنا

ترتلها بصوتك..

وتبيت تحرسك المدينة..

وانا الحزينة

بعد  فوتك..

وبحثت عنك

فلم أجدك…

من أنت…؟

لم اعرفك..

…. بل أعرفك.!

من أنت!
يا هذا الذي
متربعا حد السماء
لا لا تجبْ ..
دع عنك وصف الناس للأشياء بالأسماء

ما أنت؟
بل من أنت!
قل لي:
من أيِّ عصرٍ قد ورثتَ الكبرياء
لم يذو صوتكَ حين جرَّحه الهوى

من قال إنَّ الرمل يلهو إذ يمر براحتيك؟
بل يحتفي بحروفك الأنوار
تأرن بين ساحات الجمال مع الجلالُ
ويعود بالأصداء عطرا بالوفاء.
و الحلم إذ يفضي إليّ بهمسك الأشهي،
لم يُبقِ في عينَيّ إلا دمعة
تنداح شوقا فوق خدِّ الأمنيات..
فأبيت يحدوني اللقاء..
وتطوف بي في دوح أزمانٍ أراها سارية
لم تخل يوما من بقايا صمتك المحبوب
من بسمة تحكي الطفولة وارتعاشات الشتاء..

هاأنتذا وتر وحيد
يُدلي بلحنٍ هامسٍ
وقد أكتفى
من بوح عزفٍ قد غفا
من بعض أنغام سَرَت في خاطري
متوسلا برفيف لحن غائر
من بعض ألحان الضياء

من أنت
أنبئني ..
انا لا اريد مؤونتك. وحمولتك
لن أسألك
عن خيمتك.
او عن قبيلة
أو عن فضيلة..
حدِّثني..
أطنب.. عن يراعك..
عن ذراعك
حدثني كم كانت طويلة..
عن ظلِّك الممدود
فوق ناصية الجمال المبتسر
المستجير بكل أهداب الأمل
عن عطرك الغافي على كف السحر
عن كل فصل في الغواية والرواية
عن سر أسرار الحكاية والبداية..

ومعاجم قد سُطرت من كل ألفاظ النساء
تُروى مرارا عن ذهابك أو إيابك.
في الصباح وفي الغداة
وفي العشى وفي والمساء

..
من أنت .. قل لي..
أخبرني عن أحزان روحك
تلك التي قد خُبأتْ؛
في عمق أضعاف المسافة بيننا..
ما بين جلدك والقميص
في رقعة الثوب الملطَّخ بالضياء..
في محجر العينين
عند رموشها
في دمعهن
ووجهك الوضَّاء
في لجة الوعد المُسَيّج باللقاء.. .

من أنت…؟!
عبثا هززت من المعاني كل لفظ
وهززت أغصان الحروف..
كي اسمع الذكرى تلوح بمقلتيك
وتردني أجراس دفترك القديم.
فاستهيمُ..
مع الحكايات التي قد صغتها لحنا
ترتلها بصوتك..
وتبيت تحرسك المدينة..
وانا الحزينة
بعد فوتك..
وبحثت عنك
فلم أجدك…
من أنت…؟
لم اعرفك..
…. بل أعرفك.!

النص فكرة أستاذتنا الدكتورة
ريمان عاشور
اسطنبول/ ٦-٦
من عام الجائحة الثانيَ
وقد صغته – بعد إذنٍ منها – بصورة شعرية. محرفا بعض الكلم عن مواضعه اختيارا، او اضطرارا… او قصورا ربما..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى