عن “بيتا” التي تعني البيت، ولماذا يحاول المستوطنون أخذ الجبل
خالد جمعة | فلسطين
في الأرامية القديمة، حين يأتي حرف الألف في آخر الكلمة، فهي أل التعريف، وبذلك تكون بيتا بمعنى “البيت”، ودوما تعني “الدوم” وهو السدر… إلخ
تتبع بيتا لمحافظة نابلس، على بعد 13 كم شرق المدينة، محاطة بقبلان ويتما وأوصرين وعقربا وحوارة وعورتا.
أطلق عليها اسم بيتا لأنها بلدة الأمن والأمان، وكانت مكانا لمبيت الحجاج في التاريخ القديم.
ترتفع بيتا حوالي كيلو متر واحد عن سطح البحر، ومساحتها 22 كم مربع، مزروعة بالتين والزيتون واللوز، ويقع فيها [جبل العُرمة] شرق البلدة الذي تقع إلى الشمال منه مستوطنة [إيتمار]، وفيها العديد من الينابيع والعيون [عين عوليم، وعين روجان، وعين برقوزا، وعين سارة، وعين المغارة، وعين الغوطة].
بيتا مقسومة إلى بيتا الفوقا [وهي الأكبر]، وبيتا التحتا، وبلغ عدد سكانها في نهاية 2017، إثني عشر ألف نسمة، وفيها مدارس لجميع مراحل التعليم، وآثار رومانية قديمة.
في يناير 1988، تم تجميع 20 رجلاً من بيتا وحوارة، تم تحديدهم في تقرير جهاز الأمن العام بعد اشتباكات مع قوات الاحتلال لتورطهم في رمي الحجارة، وتم تجميعهم، وتقييدهم بأصفاد بلاستيكية وكسر عظامهم من قبل جنود جيش الاحتلال، ثم تم التخلي عنهم في الليل في حقل موحل. قدم الصليب الأحمر الدولي شكوى رسمية بعد تجاهل التقارير الصحفية المحلية، لم يقم جيش الاحتلال بمحاكمة الأمر في البداية. العقيد يهودا مئير تم تأنيبه، وأجبر على التقاعد، مع رتبة ضابط وحقوق معاشات تقاعدية، ولم تتم مقاضاته إلا بعد أن قامت جمعية الحقوق المدنية لدى الاحتلال بإثارة قضية من خلال الاستئناف أمام المحكمة العليا التي قضت بأنه يجب أن يمثل للمحاكمة، والتي جرت في أبريل 1991، وكان مئير قائد منطقة نابلس المحلية المشرفة على العملية، وشهد أنه تصرف بموجب أوامر قادمة مباشرة من إسحاق رابين وأنه عندما اعترض على تحطيم العظام، رد رابين: “أنت تقوم بالعمل، سأهتم بوسائل الإعلام”.
يحاول المستوطنون إلى اليوم الاستيلاء على جبل العُرمة، وبدأ ذلك منذ العام 1988، وتصدى لهم أهالي بيتا الذين استبسلوا في الدفاع عنه، وارتقى منهم شهداء، ونتيجة هذا الاستبسال ظلت بيتا من القرى القليلة التي بقيت في منأى عن الزحف الاستيطاني بمنطقة جنوب شرق نابلس.
لجبل العرمة رمز تاريخي، فيعتبر الجبل الأعلى بعد جبل عيبال في المنطقة، وهو أعلى من كل المستعمرات المحيطة، ويشرف على بلدات بيتا وعورتا وحوارة وشرق نابلس. ويحوي الجبل آثارًا كنعانية يزيد عمرها عن 5 آلاف عام، تشمل بقايا قلعة و18 كهفًا ضخمًا كانت تستخدم لتخزين المياه والحبوب.
يتصل بالقرية من الناحية الشرقية خربتان أثريتان، فيهما بيوت رومانية مهدمة، إضافة إلى قلعة مرتفعة تعود للعصر البرونزي وتسمى العرمة، حيث يتوزع على أطرافها مجموعة من الحفر الصندوقية، محفورة داخل الصخر، وبعض السجون أهمها حبس خربة روجان وحبس الشايب في خربة عوليم، كما يوجد جنوب البلدة منطقة أثرية تسمى البالعة، وهي عبارة عن مغارة على جدرانها بعض التماثيل، يعود تاريخها للعهد الروماني، وكذلك مقام أبو زكري الذي يعود تاريخه للحروب الصليبية.
آخر شهداء بيتا هو الفتى أحمد زاهي داوود بني شمسة، (16 عاما) متأثرا بإصابته برصاصة في رأسه، خلال فعاليات نضالية على جبل صبيح، وهو الشهيد الرابع في بيتا خلال التصدي لمحاولة الاستيلاء على الجبل.