تعويم الحكومات في إسرائيل
توفيق أبو شومر | فلسطين
“أطالبكم بالوحدة، سنتجمع كلَّ يوم اثنين، وإذا تطلب الأمر أكثر سنعلن عن ذلك، أشار بعضُكم إلى نقاط ضعف حكومتهم، وأنه من السهل إسقاطها، بشرط توحيد موقفكم” من أقوال اللاعب الأول، نتنياهو في صحيفة، هموديع الأصولية، يوم 14-6-2021م، في اجتماع مُغلق مع الأحزاب اليمينية، أي، كتلة المعارضة.
قال الحاخام، يعقوب لتسمان: “هذه الحكومة تنتهك الشريعة اليهودية، لذلك يجب محاربتها” قال، موشيه غافني: “إن هدف هذه الحكومة هو تحطيم وحدتنا، لذا يجب أن نبقى موحدين”
لكي تُصبحَ الألعابُ مشوِّقةً تداول المعلقون مجموعةَ ثقوبٍ في حكومة لا بيد من الصعب رتقها، ما يزال العمل جاريا من التيار اليميني على توسيع هذه الثقوب لإسقاط الحكومة الجديدة!
أشار محللون وباحثون إلى بعض نقاط ضعف هذه الحكومة، أبرزها، ستُشرِّع الحكومة الجديدة أنظمةً تنتهك الشريعة الدينية، مثل المواصلات العامة، وانتهاك حرمة يوم السبت، وترسيم الزواج المدني، وأنظمة الطعام الحلال، الكاشروت، والاعتراف بتهويد التيار الديني الإصلاحي والمحافظ، مما يعرض احتكار سلطة الحاخامية الدينية في إسرائيل للخطر، لأن الحاخامية المركزية في إسرائيل هي فقط التي تمنح شهادات الزواج، والطلاق، وشهادات التهويد، وتمنح شهادات الطعام الحلال!
أكَّد فريقُ الليكوديين أن الاستعانة بالقائمة الموحدة، برئاسة منصور عباس سوف يُضعف (النسيج) القومي اليهودي، ويقوي الإرهاب المعادي للدولة اليهودية! ما سيُضعُف حركة الاستيطان اليهودي، وسيكون عقبة أمام الاعتراف بالبؤر الاستيطانية العشوائية، لأن هذه الحكومة ستخضع للإملاءات الدولية والأمريكية!
وأكدوا أن مكونات هذه الحكومة لا تملك قواسم مشتركة بينها، سوى التخلص من حكم، نتنياهو، وما إن أُطيح به حتى برزت التناقضات، بين مكونات هذه الحكومة!
اقترح اللاعب والكاتب، يوني كمبنسكي، في صحيفة، أروتس شيقع، 14-6-2021م أن تتولى كتلةُ المعارضة اليمينية القوية المكونة من 53 عضو كنيست إعدادَ قوانين، تستغل فيها الثغرات والثقوب السابقة!
لكنني أعتقد بأن مايسترو الألعاب، نتنياهو، ترك وراءه عقدةً، أكثر خطورة وإثارة مما سبق وهي، الموازنة العامة، المجمدة منذ سنوات، وأن العجز في هذه الموازنة تجاوز خمسين مليار دولار بكثير، وأن تولي، أفيغدور ليبرمان وزارة المالية سيكون نقطة الضعف الرئيسة في فريق حكومة، يائير لابيد، وأخطرها، لأن هناك ثأرا مبيَّتا بين ليبرمان، وأحزاب الحارديم، بخاصة حزب شاس، المنفعي، فهو كما قال في مراتٍ سابقة: “سأخنق الحارديم، والقيهم في سلة القمامة”!
كيف سيتمكن ليبرمان من تحقيق هذا الانتقام المُبيَّت منذ سنوات، بدون فرض ضرائب جديدة، وبدون خلاف مع شركائه، وبدون التوافق مع أقطاب المعارضة المتنافرة، هذا هو السؤال الصعبُ، الذي سيُعيد لعبة تعويم الحكومات من جديد في المستقبل القريب؟!
أخيرا، إنَّ كلَّ تلك الحكومات الإسرائيلية المُعوَّمة نفَّذتْ سياساتِها المركزيةَ المخططة، أبرزها، تكثيف بالاستيطان، واغتصاب الممتلكات، وتهجير أصحاب الأرض، وتدمير البيوت فوق رؤوس مالكيها، وترسيخ الاحتلال، والقمع!
لا يجب أن يغيب عن فكرنا أنَّ الفائدةَ الكبرى لإسرائيل من وراء (ألعاب تعويم) الحكومات الإسرائيلية هو التخلص من الضغط الدولي أولا، بادعاء عدم وجود حكومة إسرائيلية قوية قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية بالتفاوض مع الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، إشغالُ الفلسطينيين أنفسهم بهذه الخطة، ودفعُهم إلى الانتظار، الذي ليس له نهاية ولا قرار!