الجلمة تزغرد في عيد القمح

عمر عبد الرحمن نمر | فلسطين

على بيادر الجلمة… عروس مرج ابن عامر… كان لقاء الفلسطيني بأرضه… واحتضنت الجلمة أحباءها من كل فلسطين… وكتبوا نشيد الحب… قصيد الحياة… في عيد القمح… كان الغداء فريكة القمح… والتحلاية سليقة القمح والسكر… والبركة قمح البيدر… كان الوقت يبرد، ويتخلص من حرارته، والناس تملأ الجو طرباً مع الموسيقا الفلسطينية، والكرم الجلماوي الأصيل… والمواويل تزين القعدة، والميجانا تذكر بنصراويات قطعن مرج ابن عامر… وقصائد: نحب الورد… لكنا نحب القمح أكثر… وأكثر… وأكثر… نحب الهيتي الأسمر… وناب الفيل والعنبر… و ” الله أكبر ” الله أكبر على الخبز الحوراني…

تراهم كشغالات النحل، يضيفون الضيوف، هذا يقدم فاكهة، وذاك خبزاً بالزعتر، وذاك يصب القهوة… والتمر… والقزحة كرات… شكرا دكتور ناصر… شكرا لكم أيها الجلماويون… أبدعتم… أبدعتم… وقدمت الفرق عروضها، فنصبت الدبكات، وأنشدت الأناشيد… وزُفّ القمح بألحان الزجالين والمطربين… واكتست الحقول الحمراء بالسنابل الذهبية… تتمايل مع النسيم العليل…

مجموعة “حكي القرايا” أتت من كل فج عميق، تترجم مفاهيم حب الأرض، والاعتزاز بالتراث، وتترجمه إلى مشاركة فعليّه، لحث الناس على التمسك بأصالة سلالات القمح، وزراعته، وبناء الاقتصاد الفلسطيني على الإنتاج الفلسطيني بالأيادي البيضاء، والزنود السمر…

وقدم عمر عبد الرحمن نمر… عضو مجموعة “حكي القرايا ” ورقة تراثية تحدثت عن علاقة الفلسطيني بالقمح قبل عشرات آلاف السنين، كما دلت الحضارة النطوفية، وتطرقت إلى قدسية الخبز والقمح في الذهنية الفلسطينية… ثم انتقلت الورقة إلى عالم الحصاد فوصفت العملية، وصفت الحصادين، وأغانيهم… ولقّاطات السبل… كل هذا تم الحديث عنه ودلل عليه بالأمثال والأغاني والحكايات التراثية… وتفرع الحديث لمشتقات القمح، والمأكولات التي تتأسس على هذه المشتقات… وكان هناك فرصة للتحدث عن تفسير القمح في المنامات… كانت ورقة جامعة مانعة… نيال اللي سمعها… وراحت عللي ما سمع… هههههههههه… (مادح نفسه… غير موضوعي) وسهرنا… وسهرنا… كان عرساً وطنياً بامتياز… وقدمت للمشاركين في الفقرات ” مذراة القمح ” هدية… ما أحلاها من هدية ترمز للخير والعطاء… للقمح… للخبز…  للعيش… لفلسطين الحرة… وناسها الأحرار…

مما زاد من حلاوة اللقاء، النظام الرائع قبل الاحتفال وأثنائه، والاحترام الرائع للضيوف، والكرم الحاتمي الأصيل…

لا يسعني إلا أن أكرر شكري للقائمين على الحفل وعلى رأسهم دكتور ناصر أبو فرحة، والمنظمين للحفل، وعلى رأسهم أبو مرعي خالد أبو فرحة… وللمستقبلين… لكم أهلنا في جلمة العز والسعادة الحب كله والتقدير… باسم حكي القرايا أشكركم، وأتمنى أن يديم النعمة عليكم، وأن يوفقكم لما فيه خير البلاد والعباد ” إنه سميع قريب “…

وتبقى الجلمة تزغرد لعيدها… ووردها… وقمحها… يا زينة مرج ابن عامر…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى