الحمد لك يا إلهي أنك لم تخلقني امرأة

خالد جمعة | فلسطين

ملاحظات سريعة حول المرأة وتاريخ صراع الرجل معها

عام 673 ميلادية اعترفت فرنسا، وأوروبا من ورائها بأن المرأة من جنس “الإنسان” وليست حيوانا.
•••
المرأة كانت سيدة العالم منذ نصف مليون سنة، وحين بدأ تفكير الإنسان في العبادات الأولى، لم يكن هناك إله ذكر واحد، فلم تكن عقلية البشر وقتها تربطُ بين الرجل وعملية الإنجاب، واكتشف الإنسان العلاقة بين الماء والزراعة؛ ليكتشف لاحقا العلاقة بين الرجل والإنجاب، لذلك نجد أن مني الرجل يطلق عليه في الأناشيد السومرية “ماء القلب”، وقبلها كان البشر يعتقدون أن المرأة تحمل من ضوء القمر، وإذا لم ترغب في الحمل، فإنها تغطي نصفها الأسفل بإحكام حين تنام ليلاً.
•••
عند هذه المرحلة من التاريخ البشري بدأت رموز الآلهة الذكورية بالظهور في المنحوتات، لكنها ظلت إلى وقت طويل تمثل رجلا ضئيلا جوار امرأة ضخمة، وبعد ذلك اختفت الإلهة الأنثى تقريباً من الوجود في الحضارات اللاحقة.
•••
قد بدأت الحكاية قديماً حين حاول الرجال إلصاق تهمة الخروج من الجنة بحواء، والنص القرآني واضح وصريح إذ أن الشيطان “وَسْوَسَ لهما”، وأظنُّ أن كلمة لهما في العربية تدل على مثنى، ولما كان آدم وحواء هما الوحيدان اللذان كان الله قد خلقهما من البشر حتى ذلك الوقت، فإن هذه الكلمة يجب أن تدل عليهما معاً، وهذا تصريح قرآني لا يمكن المجادلة فيه لمن يؤمنون بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر.
•••
ليس هناك من دليل أوضح من الدعاء اليومي كل صباح للمتدين اليهودي “الحمد لك يا إلهي أنك لم تخلقني امرأة”.
•••
الطبيعة الاقتصادية للعلاقات الاجتماعية، وكيف تم بناء هذه العلاقات خلال مراحل تطور الكثير من الحضارات عبر الأزمنة المختلفة، فمع التحولات التي كانت تشهدها البشرية من اختفاء التوازن العددي بين الرجل والمرأة بالطبع لصالح المرأة دائماً لأن الرجال يموتون في الحروب بكثرة، فإن المجتمعات التي يحدث فيها هذا الخلل في التوازن تقوم سريعاً بالسماح للمرأة بالعمل، وحتى بإنجاب طفل غير شرعي تتبناه الحكومة أو من ينوب عنها، وذلك لحاجة المجتمع إلى ذلك العنصر الجديد، ويمكن مراجعة التاريخ القريب لدول أوروبا بعد الحربين العالميتين، أما في المجتمعات التي لا تعاني من ذلك، فقد بقيت المرأة حبيسة بيتها وثقافتها.
•••
الرجل ليس عنيفاً بطبعِهِ، بل الثقافة التي يحملها ويتم تربيته بواسطتها هي التي تحوله إلى مخلوق عنيف، حتى أن بعض المعتقدات تعتبر العنف ليس نقيصة بل ميزة، وهذا أدى إلى نشوء العنف ضد المرأة ليس فقط كظاهرة؛ بل كفكرة عميقة تكاد تصل حد القداسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى