ماذا لدى المقاومة بعد؟

بقلم: عدنان الصباح 

هل هناك ما تملكه المقاومة او ما تستطيع ان تملكه بعد ما قدمته للعالم في معركة سيف القدس وبمعنى ادق هل هناك ترسانة من الصواريخ وهل هناك عتاد لم نراه في المعركة الاخيرة وهل المقاومة قادرة على معاودة المعركة بنفس القوة واكثر ومتى يمكنها ذلك وكيف. 

هذه الاسئلة مطروحة لان جنرالات الحروب في بلادنا لا عدد لهم على الاطلاق فمنذ تحديد الاحتلال لموعد ما يسمى بمسيرة الاعلام والبعض بات ينتظر صواريخ المقاومة والبعض الاخر يشكك بل الان البعض راح ليشكك بالانتصار في حرب 11 ايار ومنذ الرد الاحتلالي الارعن على بالونات المقاومة الشعبية من قبل الاحتلال بغارات الطيران على مواقع فارغة في قطاع غزة والبعض يتساءل اين صواريخ المقاومة بل ويشكك بوجودها والبعض الاخر يذهب الى ابعد من ذلك بكثير مشككا فيما اذا كانت ترسانة لمقاومة العسكرية لا زالت موجودة ام لا. 

اولا: ان المقاومة لا تملك الصواريخ فقط بل تملك طاقات شعبها وتصدي جماهير القدس وبطولاتهم ضد مسيرة المستوطنين كان الرديف الطبيعي لانتصار المقاومة الذي ارغم الاحتلال على تصغير المسيرة وتحديد مسارها ولجم المشاركين بها وابعادهم بالمطلق عن مناطق التماس وعن ما يثير مشاعر الشعب ومقاومته وبالتالي فان الصواريخ ليست الاداة الوحيدة لدى مقاومة شعبنا فكل الشعب مقاومة والاشكال لا حدود لها. 

ثانيا: ان بالونات المقاومة الليلية من غزة هي شكل مختلف من اشكال المقاومة والاشغال الليلي المتواصل والتي عادت الى الواجهة من جديد لتؤكد للاحتلال ان لا توقف عن المقاومة حتى لو توقفت الحرب العسكرية المباشرة  

ثالثا: لقد شكك البعض كثيرا بقدرة المقاومة على معاودة الفعل بعد الاعتداء الدموي التدميري على غزة عام 2014 معتقدين خطأ ان المقاومة لا يمكنها العودة من جديد وانها اضعف من مواجهة جيش جرار وقوي كجيش دولة الاحتلال وهو ما ثبت بطلانه بالمطلق في الحرب الفلسطينية يوم 11 أيار 2021. 

رابعا: ان المقاومة التي حددت ساعة صفر ” 11 أيار ” هي نفسها ووحدها من تدرك وتعرف كيف ومتى تحدد اية ساعة الصفر وما هو نوع سلاحها فأسلحة المقاومة كثيرة وكبيرة والمقاومة خلاقة كما هي لدى كل الشعوب الحية. 

ان المقاومة تدرك انها امام عدو شرس وفاشي ومجروح بعد هزيمته في مواجهتها وان هناك في معسكر الاعداء رهانين غير بعيدين عن ادراك ورؤية المقاومة وحساباتها فالرهان الاول يأتي من نتنياهو المهزوم مرتين داخليا بسقوطه من الحكم هزيمة حكومته وجيشها امام  ضربات المقاومة ونصرها وبالتالي فهو يحلم بان يكون مصير خلفه اسوأ من مصيره وينتظر ذلك بفارغ الصبر ليعود من جديد والرهان الثاني الاخطر يأتي من الحكومة الجديدة التي يدرك رئيسها عديد النقاط ومنها انه امام امتحان خطير لدى ناخبيه ولدى معارضيه كيف يتعامل مع المقاومة ومع التبادل ومع قضايا غزة وما مدى قدرته على المواجهة وازالة اثار هزيمتهم كاول هزيمة يصنعها الفلسطينيون وحدهم للاحتلال وجيشه, وبينيت يريد ان يثبت انها اكثر يمينية من نتنياهو بعد ان اتى الى الحكم على اعمدة ما يسمى باليسار وبعض العرب وهو عار لا يريده بينيت لنفسه, وبينيت يدرك انه لم يكن مؤهلا لرئاسة الحكومة وان حصوله على المنصب كان بتنازل من بيليد الحزب الثاني بعد الليكود, وبينيت ككل يميني لا يرغب ابدا بان تكون رقبته بيد اليساريين والعرب, وبينيت ككل يميني لا يريد ان تستمر الحكومة حتى يشارك بيليد رئاستها بل هو بالتأكيد يبحث عن فرصة يثبت بها يمينيته اكثر من نتنياهو ليعود بعدها فورا الى انتخابات ليتوج نفسه زعيما يمينيا صهيونيا بامتياز ليلغي اسطورة نتنياهو. 

امام هذين الرهانين تقف المقاومة اليوم وعليها وحدها ولها وحدها القرار في كيفية تطور اداء هذين الرهانين في مواجهة بعضهما البعض خاصة وان هناك في الحكومة من لا يريد ايضا من بينيت ان يحول حكومته الى وسيلة لأطماع شخصية يحقق بها بينيت احلامه السياسية والفاشية وبالتالي فان المقاومة تدرك انها تمشي على خيط مشدود بين الية وطريق الرد على استفزازات بينيت وبين قدرتها على التلاعب بالحياة السياسية الداخلية لدولة الاحتلال لإطالة وتعميق الصراع الداخلي سواء بين معسكر الحكومة ومعسكر المعارضة او بين اطراف الحكومة الهشة نفسها والتي تقف على اقدام من ورق سهلة التطاير مع اية ريح وهو ما يعطي المقاومة الافضلية باتخاذ قرارها وما يجعل من دولة الاحتلال اسيرة لأداء المقاومة وانماط عملها واليات ردها على الاستفزاز. 

ان المطلوب اليوم من الشعب الفلسطيني وقواه ليس العمل بديلا للمقاومة العسكرية بل رديفا لها بقواه وكفاحه الشعبي بكل الوسائل المتاحة والممكنة وعلى الشعب ان يقف خلف مقاومته داعما ومؤيدا بالفعل لا ان يقف فوقها ناقدا ومشككا بكل شيء ان يعطيها القوة لا ان يفرض عليها اشكاله التي يريد دون ان يعرف الحقائق على الارض فالمقاومة قالت ما لديها ولا يجوز لنا الضغط عليها اكثر لتصبح مجبرة خطا على الاجابة على اسئلتنا وتنتقل حالة الفوضى والرهانات من جانب الاعداء الى جانبنا وعلى المقاومة ايضا ان لا تنجر خلف غوغائية البعض الطيب وخباثة غير الطيب ممن يشككون بها وبقدراتها فهي اثبتت رزانتها وحنكتها ويكفيها فخرا قدرتها على الاحتفاظ بشاليط بكل السرية لسنوات وكذا مع الاسرى الحاليين الذين تتمنى اقوى دولة امن في الشرق الاوسط ان لم يكن اكثر ان تعرف اية معلومة مهما كانت تافهة عنهم فلا تحتاج مقاومة شعبنا لشهادة الخبثاء ” تعبير مخفف ” ولا بسطاء الناس الذين ينتظرون انتصارات الكرامة منها فهؤلاء سيفرحون ويرقصون معها ولها حين تقرر ان تقول ما ينبغي قوله فعلا عسكريا او شعبيا او سياسيا فلا فرق بين صاروخ العياش وبالونات ليل غزة والسيدة البطلة ابو غربية بعلمها في مواجهة المستوطنين فكلها اشكال مقاومة تستحق الاحترام وتدرك ان النصر حليفها عن قريب. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى