سوالف حريم.. فوارق

حلوة زحايكة | القدس- فلسطين

 هناك فوارق بين الذكور والاناث، فلكلّ من الجنسين وظائف دنيويّة خاصّة، فالنّساء يحملن ويلدن ويرضعن، ويعتنين بأطفالهنّ عن طيب خاطر، وبمتعة يشبعن بها غريزة الأمومة عندهنّ. وهناك تخصص أنثويّ وهو العناية بالبيت من تنظيف وغسيل وطبيخ وغيره، ومع أنّ في مجتمعاتنا ذكورا يمتهنون الطبيخ، أو العمل في النّظافة، إلا أنّهم لا يشاركون زوجاتهم في عمل البيت حتى ضمن نطاق مهنتهم التي يمارسونها خارج البيت. واذا كانت تربية الأطفال والعناية بهم وبمتطلباتهم ومتطلبات البيت تخصّصا أنثويّا، إلا أنّ كثيرا من الرّجال لا يقدرون هذا الجهد والوقت الذي يحتاجه. مع أن عمل المرأة في البيت متعب مثله مثل أيّ عمل بأجرة خارج البيت. واذا كانت النّساء يرضخن للمتعارف عليه عبر الأجيال بأنّ رعاية الأبناء والبيت تخصّص أنثويّ، حتى أنّ مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة أشارت الى ذلك بطريقة فكاهية لافتة، عندما قالت يوم استلمت رئاسة الحكومة البريطانية، “بأنها تخشى أن يشمّ زوجها رائحة البصل عليها عندما تخرج من المطبخ، لأنّه لا وقت لديها للتخلص من هذه الرائحة” وفي ذلك إشارة ذكيّة لدور المرأة في البيت، إلا أن كثيرين لم ينتبهوا لدور المرأة هذا. ومن اللافت أن النّساء يفاخرن بقدرتهن على عمل الطبايخ وتوابعها، والبعض منهن يضعن على صفحات التواصل الاجتماعي صورا لأطباق حضّرنها بأيديهنّ، ومع أن أزواجهن وأبناءهن هم من يأكلون هذه الأطعمة، إلا أن كثيرا من الذّكور ينتقدون ذلك ولا يرون مبرّرا لنشر تلك الصّور! ومعهم الحق في ذلك لأنهم لم يبذلوا جهدا في تحضيرها، بل ويعتبرونها أمرا من بدهيات الحياة وكأنّها نزلت عليهم من السماء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى