فتحي الشقاقي.. حوار بين شاعرين

د. خضر محجز | فلسطين

هذا حوار دار بين محمود درويش وأحمد حبور ـ كما أخبرني به أحمد دحبور ـ بعيد عودته إلى فلسطين:

درويش: يا أحمد، من هو في رأيك، من قال أجمل كلمة ترحيب بعودتي إلى الوطن؟

دحبور: ربما كانت كلمتي.

درويش: كلمتك كانت جميلة، لكن هناك ما هو أجمل منها.

دحبور: كيف وأين؟

درويش: قد تتعجب.

دحبور: قل فلن أتعجب، فكلهم يحبونك.

درويش: كانت أجمل كلمة قرأتها، وربما أجمل كلمة من الممكن أن تكتب في هذا الموضوع يوما.

دحبور: أثرت المزيد من شوقي. تكلم.

درويش: كانت كلمة نشرتها صحيفة غزية حزبية.

دحبور: معقول؟

درويش: نعم معقول.

دحبور: فما هي ومن كتبها؟

درويش: كلمة لكاتب اسمه عز الدين فارس، نشرتها صحيفة الاستقلال.

دحبور: هذه صحيفة الجهاد الإسلامي.

درويش: معقول!

دحبور: هذه هي الحقيقة.

درويش: فمن عز الدين فارس هذا الرائع الذي يكتب في صحيفة حزبية؟

دحبور: والله لا أعرفه.

انتهى الحوار

ثم حدثني أحمد دحبور بهذا وسألني:

يا أبا حذيفة، أتعرف عز الدين فارس هذا؟ أهو من الجهاد الإسلامي؟

قلت: نعم، بل هو مؤسس الجهاد الإسلامي. إنه فتحي الشقاقي.

رحم الله الاثنين، تحابا عن بعد، رغم اتساع شقة الخلاف السياسي بينهما.

الجديد حقاً، هو أن المرحوم إبراهيم المقادمة ـ وكان شاعرا ـ كان يكن إعجابا غير مسبوق للمرحوم فتحي الشقاقي، حتى وهو يخالفه رأيه السياسي. فخلال الأيام القليلة التي عشتها مع المقادمة في سجن عسقلان ـ قبل ترحيلي إلى معتقل النقب ـ وقعت لأول مرة، على قصيدة محمود درويش (سنخرج) في دفتر المقادمة، بخط فتحي الشقاقي.

والسؤال هو:

هل يمكن لنا أن نستفيد من هاتين الحادثتين؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى