الشائعات خطر يهدد المجتمع
محمـــــود الحسيني | كاتب مصري
مما لا شك فيه أن الشائعات ظاهرة من الظواهر الخطيرة التي تظهر في المجتمعات، وهو موضوع هام، فلا تكاد تشرق شمس يوم جديد إلا ونسمع بإشاعة في مكان ما، وتعتبر الشائعات من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات والأشخاص، فكم قتلت الإشاعة من أبرياء، وكم حطمت من عظماء، وتسببت في جرائم، وقطعت من علاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، وكم هزمت الإشاعة من جيوش على مر التاريخ!
فاللشائعات جريمة كبيرة ضد المجتمع وضد امن المجتمعات، حيث يتصف صاحب هذه الشائعات بالإجرام فهو يعتبر مجرم في حق مجتمعة وفي حق دينه، حيث يعمل هذا الشخص على اثارة الفوضى والاضطرابات في داخل المجتمع، وكذلك اثارة البلبلة والفوضى في هذا المجتمع.
وتعمل الشائعات على انعدام الثقة بين افراد المجتمع الواحد، فكم من شائعات عملت على اشعال الحروب في داخل هذه المجتمعات، وكذلك من هذه الشائعات من يضع الغل والحقد في قلوب بعض افراد المجتمع، مما يؤدي الى خراب بعض البيوت، وخاصة مع تزايد وانتشار الشائعات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، مما ادى الى زيادة وانتشار الشائعات بشكل كبير وضار بالمجتمع.
وقد اطلق القرآن الكريم على مطلقو الشائعات لقب الارجاف او المرجفين، ومعناها الاضطراب الشديد، او الخوض في الاخبار السيئة والتي تثير الفتن في داخل المجتمعات،
وقد وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام بالمنافقين، وقد ذكرهم في غزوة تبوك، وهم مصدري الشائعات اللذين يثبطون الناس، فبعث الرسول عليه الصلاة والسلام لهم عبيده بن عبيد الله مع نفر من الصحابة، وامرهم ان يحرقوا منازلهم.
فيجب على الجميع الحذر من الشائعات، وأنجع علاج لمرض الشائعات الخبيث هو وأده في مهده، بعدم الاستجابة له، وإهماله، ورفض تداوله مع الآخرين، حينها ستخنق الإشاعة منذ إطلاقها ولن تكتب لها حياة، ولا مجال ليكون لها أي كيان أو تحظى بتأثير ولو كان بسيطاً.