زياد الحموري.. من رموز القدس.. شخصية ديناميكية.. تصدت ببسالة لضريبة الأرنونا
محمد زحايكة | القدس- فلسطين
من أكثر الشخصيات المقدسية حيوية واشراقا وديناميكية ، يلقاه الصاحب مصادفة او عن موعد مسبق باسما ودائم الحبور والبهجة في أصعب الظروف والمواقف ، ولا ينيا يتمازحان حول ضرورة وصول الدعم في الحادي والثلاثين من شباط المجيد ..؟؟
يمكن القول ان ” ابو فهمي ” قد انطلق كالسهم في العمل المجتمعي منذ أن أسس وأطلق مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وغداة إعلانه الحرب الجريئة على ” اللي ما تتسمى ” ضريبة الارنونا التي أهلكت الحرث والنسل والزرع في مدينة القدس العربية .. فاخذ على عاتقه مواجهة هذه الملعونة منطلقا من قضية تخصه بالأساس على ما اعتقد ، وكنا نتابع هذه القضية بحماسة ما ، في الصحافة المحلية مندهشين من محاولات زياد الحموري تحويل هذه القضية إلى قضية رأي عام كونها تمس كل مقدسي حيث أن الارنونا باتت سيفا مسلطا على رؤوس الجميع . وانتهز الصاحب هذه الفرصة للاستفادة من هذا الزخم الذي راكمه الحموري ضد ضريبة الأرنونا المجحفة ، فتقدم بطلب لمساعدته في حل اشكالية له مع الارنونا ، ولكن تبين ان الامور صعبة ومعقدة أو ان الطيور قد طارت بارزاقها .. ولم يستفد الصاحب بشيء.. وبقيت ارنونته معلقة في عنقه ورقبته حتى اليوم.. ؟؟ رغم ان الصاحب متهم من بعض الضفاوية الأشقياء بأنه يلهط ويقبض ارنونا حتى يوثب..؟؟؟ ??
و من تابع هذه المعركة القانونية الشرسة ، لمس انها كانت اشبه بمعركة كر وفر ، وقف فيها ابو فهمي وحيدا ضد أجهزة دولة محتلة وبلديتها واذرعها الاخطبوطية التي تحاول وتعمل باستماتة على تفريغ القدس من سكانها واصحابها الشرعيين وطمس معالم هويتها العربية الفلسطينية بكل صلف وغطرسة وسن قوانين واتخاذ اجراءات ظالمة جائرة .
ولاسناد معركته القانونية هذه ، عمد الحموري فيما يعتقد الصاحب الى تفعيل نشاطات مركز القدس وضخ العديد من الدراسات والأبحاث الموثقة ذات المضامين الاقتصادية والاجتماعية لتعريف المقدسيين بحقوقهم تحت الاحتلال وسبل مواجهة سلب هذه الحقوق سواء من حيث سحب الهويات او إيقاف مخصصات التأمين وما شابه دون وجه حق او فرض الغرامات والضرائب الباهظة على التجار او بحجج البناء بدون ترخيص وما يتبع ذلك عادة من هدم وتدمير منازل وتشتيت وتشريد عائلات مقدسية كاملة تضطر في أغلب الأحيان للإقامة في خيام تنصب مكان البيت المهدوم او في مجال التعليم .. الخ
وكنا نلاحظ ان الحموري يحارب على أكثر من جبهة بطاقم مركزه المصغر المتواضع لمساعدة المقدسيين ولو معنويا وإرشادهم الى اقصر الطرق اذا امكن لحل مشاكلهم المستعصية والتي في معظمها نتيجة تجبر وطغيان اذرع أجهزة الاحتلال المختلفة . وكان الحموري وما زال متدفقا وحيويا ويتكلم بتلقائية محاولا وبجدارة تشخيص معاناة المقدسيين من ممارسات الاحتلال اليومية التي تتدخل حتى في أدق تفاصيل حياتهم من خلال بث رسائله الصارخة عبر وسائل الاعلام المختلفة حيث استضفناه اكثر من مرة في صالون القدس الثقافي ، وعبر في هذه اللقاءات عن مخاوفه لما تتعرض له القدس من عملية تهويد مسعورة وانه آن الأوان لوضع خطة استراتيجية وعملية تحافظ على ما تبقى من القدس..؟؟
ورغم انحدار ابو فهمي من الفكر اليساري وانتمائه تاريخيا للحزب الشيوعي الفلسطيني ولاحقا حزب الشعب الا انه حافظ على سمات الشخصية المقدسية الوطنية المستقلة وبنى علاقات وثيقة مع مختلف الطيف الفلسطيني سواء في الأراضي الفلسطينية او الداخل بما فيهم بعض من رموز الحركة الإسلامية ، وذلك في سبيل خدمة القدس واهلها وتقديم ما يمكن من خلال هيئة العمل الاهلي لتعزيز صمود المقدسيين وتثبيتهم في مدينتهم والحيلولة دون طردهم وتهجيرهم .
تتصف شخصية ابو فهمي بالتفاؤل والتركيز على نصف الكأس او الكوب المليان تماما مثل الصاحب اللاهب.. وتصل الأمور معه احيانا ، انك لو عرضت عليه اية مشكلة أو شكوى تتعلق بممارسات الاحتلال واجهزته ، فإنه لن يحبطك.. بل سوف يجيبك.. لا تقلق .. سوف ننظر في الأمر .. وسنعمل على حل المشكل ؟؟
زياد الحموري .. رمز مقدسي.. متفاعل مع الأحداث ، حريص على تقديم المساعدة اذا كانت في نطاق سيطرته وإمكانياته ، في مكتبه يستخدم سياسة الباب المفتوح ، يستقبل الجميع بحب وترحاب ولا يأنف من تقديم القهوة بنفسه بكل أريحية اذا سمحت الظروف .. ويستمع للجميع ولا يحاول فرض رأيه على الآخرين ، متواضع وسلس وحباب الى ابعد الحدود..
ابو فهمي شخصية من طراز خاص ، يرفع المعنويات ويزودك بطاقة إيجابية للتحدي ومواجهة المصاعب برأس مرفوع .
باقة ورد وفل وياسمين لهذا الرمز المقدسي.. الحركي كالزمبرك الذي لا يتوقف عن العطاء والبذل و لا يكل ولا يمل .