بلون الكوكائين

منهل مالك | سوريا

.. وأنتَ تعتلي المِنبَر
هاكَ بعضُ الحشيش..
لُفَّ سيجارة بورق المشاعر..
دخِّنْ عليهم الخدّرَ
.. كي لا يكتشف النيام أنّهم أموات
دعّهُمْ يجترون الأملَ والقات

كي لا نموتَ مرتين
نَحّي الدواة
واكتب الكلمات
بثلجِ حلمٍ جميل
علّكَ تُطيل
ولو قليلاً .. قليل
بعمرِ الأمسْ
واسّتبشر لقصيدتك الثلجية
العمر الطويل..
في رمس الشمس
.

وانت تُؤرّخ الأحداث
وتُعنّون الأجداث
ورأيت الصغار
كبذور الذُرة في النار
وتحت الركام وبين الأشلاء
رأيتَ كفاً صغيرة
بحجمِ ولونِ بيضِ الحمام
تلاعب بالكلمات
وقلْ هذهِ الكفُ.. لدمية
وتلك الضفيرة.. شَعرٌ مستعار
أو فلسف الموت
قل مثلاً:
الموت ولادة.. الموت خلود..
الموت رحمة.. الموت اختبار…
حتى لا يُقال..
كيف تبرّأتِ السماء
وانّتصر عَبَدَةُ اللات !؟

وإذا ما صاحَ الأخيار…
وإذا ما صاحَ الأخيارُ مُستهجنين
وهم يشاهدوا كركوزَ اللعين
يجور ويستعبد..
عيواظَ المسكين
سلّم زمامَ الخيوط
كرسنِ حمار
لذاك السيّد خلف الستار
وقل لدمى تُشاهد دمى
السيّد أدرى بالخاتمة

وأنت تتقصّى سِيَرَ الأولين
وتَبقُر لُجَّ الصفحات
تكتّم عن الحقيقة
إذا ما وجدتَ رُفات
قل هذه لقابيل
كي لا تقتل السيّد
في قلوب المستضعفين
بل أّنّفخ القشة قاربَ نجاة
وقل نعم للسراب
تشبّثاً بالحياة
لأننا نخاف الحقيقة
نخاف المرآة
قلْ..
قل لأعمى البصيرة..
يا زرقاء اليمامة

قل للشاة
ما أبهاكِ يا غزالة

احقن العراة بأفيون الكلمات
واعلم ايها الشاعر المغامر
في شرقنا المقامر
من يراهن على سلحفاة
الكَذِبُ منجاة…