مُطلقة جميل السلحوت.. رواية نسائية باميتاز
هيا سيد أحمد | فلسطين
صدرت رواية “المطلقة” للأديب الفلسطيني جميل السلحوت عام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا، وتقع الرواية التي يحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصر الله في 192 صفحة من الحجم المتوسط.
ما زلتُ مُصرة أنّ رواية “الخاصرة الرخوة” والجزء الثاني منها “المطلقة” تصلح لعمل تلفزيوني، وما يُميز رواية المطلقة هو عنصر التشويق، وما الرواية بلا تشويق؟ وصفتُ الرواية بالنسائية لأنها تحاكي واقع المرأة الفلسطينية بشكل خاص والمرأة العربية بشكل عام، وتُدافع عنها، تحاكي القضايا التي تُعاني منها المرأة كقضية المرأة المطلقة، فمن قال أنّه لا يحق للمرأة المطلقة أن تتزوج؟ الرواية جريئة جدا وعميقة، أعجبني ذكر الأمثال الشعبيّة في الرواية، كما أعجبني استشهاد شخوص الرواية بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة لتعزيز حجّتهم، وأعجبني ذكر أماكن ومعالم فلسطينية، والتّطرق لبشاعة الاحتلال رغم أن الرواية اجتماعية وليست سياسية، مثلما قالت جمانة: أنها لا تريد أن تضايق والدها لأنه يكفيه ما عاناه من الاحتلال. تحاكي الرواية تأثير الاحتلال بطريقة غير مباشرة على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى المرضى، وتأثير الجدار العنصري، والقهر الذي يعانيه الشعب الفلسطيني… يافا واللاجئون.
قضية المثليين جنسيا، والمشعوذين الدجالين، أرى أن الرواية مختصرة جدا بالنسبة للقضايا التي طرحتها، فتمنيت لو أن السلحوت تعمّق أكثر في هذه الرواية، لكن كانت القضية المحورية طلاق جمانة وزواجها، لكننا نرى في نهاية الرواية أن جمانة تقول لعائشة التي ترمّلت: العقبى لك، فتقول لها عائشة أنها ستنذر نفسها لتربية أطفالها، فهل يا ترى سترى جزءا ثالثا من الخاصرة الرخوة، يحاكي زواج الأرملة؟
شكرا لأديبنا جميل السلحوت لدفاعه عن المرأة وحقوقها، وشكرا له على طريقة سرده المشوّقة وعلى طرقه لقضايا مجتمعية.