لامبالاة ومواقف حسب الطلب
سمير حماد | سوريا
لماذا تكثر حالات اللامبالاة بين الناس؟ وكأن ما يجري, لا يعنيهم شيئاً من قريب أو بعيد لا موقف لهم, ولا لون ولا رائحة فاقدو الارادة والمناعة ينتظرون من يفكر بدلاً منهم, أو يقول بلسانهم, أو يتصرف نيابة عنهم، أو يحارب, أو يصالح عنهم؛ يسيرون جانب الحيط ويطلبون السترة، ولا يتكلمون, فللحيطان آذان تسمع، تراهم بجبن الفئران حينا، وبجلافة وبلادة السلاحف حينا آخر، وكثيراً ما يتلوّنون كالحرباء, ويبدّلون جلودهم (كلما استشعروا الخطر) تجدهم مع الله حينا, مع القيصر حيناً آخر، ومع الاثنين معاً إن دعت الضرورة مع الدين حينا، ومع العسكر حينا آخر، ومع الاثنين إن دعت الضرورة أيضاً ولا غرابة.
صاحبنا, قد يكون يمينياً في الصباح, ويسارياً في المساء, ووسطيّاً, إن دعت الضرورة، ولا غرابة؛ فالموقف, حسب الطلب وصاحبنا حيناً علماني حداثي وحيناً سلفي إخواني, أو حتى تكفيري حسب الطلب دائماً.
حالة تغيير الألوان هذه لا تحصل, إلا حين تحلّ الرعية أو القطيع محل الشعب، والخلافة محل الرئاسة، والبطالة مكان العمل، والهوامش بدل المراكز، وثقافة العفن والمستنقع والنقل، بدل المغامرة وتشغيل العقل، وإغلاق باب الاجتهاد، بدل فتح الأبواب أمام ثقافات الأرض, التي ستقتلع الأبواب والنوافذ, إن أُغلقت في وجهها، وتهدم البيت على من فيه.