مفتاح القول
سجى مشعل | القدس العربية المحتلة
أمدّ يدي بالعون والمودّة مُؤدّية طالبة التّسامح، إنّي أشدّ على يد الأيّام وعلى يد الأشخاص الّذين ذهبوا وذهبت معهم أسوأ الأيّام، أشدّ عليها وأطلب من كلّ منهم أن يطويَ صفحتنا الفائتة، وأن يفتح لنفسه صفحات جديدة، بِغضّ النّظر عن انعدام قدرتي على الكتابة إلّا أنّي أستطيع أن أوصل فكرة بثّ الغفران في الأرجاء، أمّا من جهتي فقد عفوت، وصفحت، ونسيت، وتناسيت حتّى، وإنّي لا أُغلّب السّيّئات على حسنات الأيّام، لكنّي أذكر بأنّنا تعادينا ذات مرّة، وبأنّ الطّالبَ السّلامَ، بادئَ التّحابّ، ومتناسي الأحزان هو الفائز عند مليك مُقتدر، ولأنّ الكلمة لُبّ القول ومفتاحه فإنّي أقول: “إنّي قد رُمت فيكم خيرًا فخيّبتم ظنّي، عاديتموني فقابلتُ العداء عداءً أشدّ قسوة، ومن ثمّ صفحت وعفوت وغفرت، حتّى يحملني الله عن طريقكم، ويحملكم عن طريقي، صفحت لِيُقابل الصّفح بالصّفح ونتكاشف وجهًا لوجه، وتمحو سيّئاتنا سيّئاتكم فيذهبن بعضهنّ مع بعض، فَنعود خِفافًا مثلما ولدتنا أمّهاتنا، عفوت وبادرت بالتّسامح وفعل المُكاشفة خيرًا للخير، وأمام الله أنا صاحب المَعونة البادئة بالخير وهذا كافٍ ربّما”.