ذكرى يصعب تذكرتها
المينا علي حسن| العراق
لا أُريد أَنْ نلتقي في ذات المقهى
ولا أن تَطلُب السيجارة والشاي الحُلوَ المُعتاد
لا أُريد أَنْ تجلب لي باقة الورد ، وكوب القهوة
في كُلِّ لقاء
حتى لا يُصبح المكان مشهوراً بكَ
مِنْ أجل الغياب
لتشت ، وتتّلاشى
شمالا، جنوبا، شرقا ، وهكذا …
وإنْ لمْ يبتلعكَ الغياب
دعنا نسكُن فوق الأغصان كالعصافير
أو فوق السماء كالنوارس ، ونتعانق بالأكتاف
أو عند سور الحديقة على مقعد بارد كالحُراسِ
على طرقات الشارع كالمتشردين
شقة في حي شعبي كالفقراء
في فُندق كالعُشاق
في منزلنا المكتظ بالذكريات
في العمارة كالأرستقراطيين
في المقهى كالمثقفين الباردين
أو في البار كالصعالكة
مِنْ أجل أن أُحُبّكَ لآخر سنة
متأخرة مِنْ العمر
لكي لا أمنح فرصةً لضجرِ منكَ
حتى تنتصر نرجسيتي على الشمعة
في آخر الليل قبل أن تنطفيء