أخبار

الشاعر والمترجم رعد زامل في حوار مع الشاعرة والصحفية نادية الدليمي

بغداد | عالم الثقافة

الشاعر والمترجم رعد زامل:

الشعر سفر في الكشف عن المجهول

في الشعر وحده يكمن أملنا في الخلاص ومواجهة القبح في هذا العالم

أنا حزين على اختفاء أشرعة الأمل وخيبة العشاق على نهر دجلة

أحرث حقول اللغة وأغرس فيها دموعي وأشعر بالسعادة مع القارىء المحايد

لا يكفي أن تقول كلمتك وتمضي بل عليك أن تحرسها وتزرع الكثير من الأزهار المضيئة في ليل الإنسان

        لايغيب عنه الشعر، صلته به حياة قائمة على الدهشة والتأمل والقلق والتحليق في سماوات الإبداع استجابة للنداء الوجداني مذ قال له الطائر في حقل طفولته: ارسم! ارتبكت حينها في قلبه الألوان فشدته بوصلة روحه نحو الحرف.. رعد زامل شاعر ومترجم من محافظة ميسان درس آداب اللغة الانكليزية في جامعة بغداد، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ورئيس فرعه في ميسان للفترة من ٢٠١٦ إلى ٢٠١٩، نشر نصوصه الشعرية في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كتب عنه العديد من النقاد داخل العراق وخارجه، شارك في المهرجانات الأدبية في محافظته والمحافظات العراقية الأخرى، عمل في مجال التعليم وحصل على لقب شاعر نقابة المعلمين العراقيين لسنة ٢.٢١، صدر له في مجال الشعر (انقذوا أسماكنا من الغرق)/ ٢٠٠٩، (خسوف الضمير)/ ٢٠١٤، (اختلطت على بوصلتي الجهات) /٢٠١٨، الأعمال الشعرية من سنة ١٩٩٨ إلى ٢٠١٩ عن دار سطور ٢٠٢٠. والعديد من الأعمال في مجال الترجمة. وللوقوف على ملامح تجربته كان لنا معه هذا الحوار :

ما ملامح البدايات، وما الذي كان يمثله لك الشعر حينها، وما الذي صار يمثله لك الآن؟
ـ أفتح نافذة الذاكرة فيتراءى لي ذلك الطفل الذي يلوح على جسده رمل الشواطئ وشدو الحمائم على نهر دجلة. ما زال مركب أبي يميل في رأسي مع الأمواج ولم يكن الشحوب والجفاف قد أصاب نهر دجلة وقتذاك. كنت في أوقات الظهيرة بانتظار الفراشات التي تقتحم عزلتي عند أطراف البساتين. شممت رائحة النخيل حتى صار للسعف رائحة تفوح بين الشهيق والزفير. لا أدري من أطل علي بصوته مع العصافير ذات يوم وهو يقول لي: ارسم.. ارسم لوحة الوجود هذه قلت له : لا نصيب لي من الألوان .. فقال لي: عليك بالكلمات. وهكذا تفتحت أزهار حياتي والقصيدة مع بدء الحرب العراقية – الإيرانية ولكن كما تتفتح الزهرة تحت وابل من رصاص.. كان أبي في موسم الصيد يشد قدمي بخيط ثم يشد الخيط على المركب كي لا أسير بنومي، وأسقط من مركبه واغرق في دجلة، لقد كان السير في النوم من عاداتي الأثيرة ربما أن طريق الشعر هو واحد من الطرق اللذيذة التي سلكتها في نومي على ضفاف أنهارنا العظيمة.. كنت أرى الشعر أشرعة ملونة تشق صفحة الليل بضوء الصباح في الشعر وحده يكمن أملنا في الخلاص ومواجهة القبح في هذا العالم .. نحن الذين لم نجد غير القصيدة حبيبة تحنو على جراحاتنا وتطبع على شفاهنا الذابلة قبلة الحياة.. أما الآن فالشعر سفر في الكشف عن المجهول و( الشاعر في البرد / يضرب الفكرة بالفكرة / فتقدح بين يديه الحروف / وتشتعل في دمه الكلمات / وهكذا في كل برد / يكون الدفء / من حظكم / أما حظه منها / فلا شيء /سوى الدخان) …
الشعر والترجمة؛ من منهما رفد الآخر في تجربتك، خاصة في ترجمتك للأعمال الأدبية والشعرية بشكل أدق؟
ـ الشعر يمنحك القوة على التعبير فلا يضيق بك المقام في القول والكتابة والترجمة تفتح لك نوافذ أخرى، نوافذ يهب من خلالها نسيم التجديد والخيال والمغايرة وكل ما يتنفسه الشعر. كأنَّ الشعر والترجمة هنا وجهان لشمس واحدة .. شمس تحاول أن تضيء الوجه الأخر للعالم وتكشف المستور تحت أوراق الغابة . لذلك كان معظم الشعراء الذين لهم بصمة واضحة في الشعر العربي قد تأصلت تجاربهم الشعرية لكونهم مترجمين منفتحين على الثقافة العالمية كالسياب وحسب الشيخ جعفر وسعدي يوسف وغيرهم الكثير ..
ما هي الرؤية التي تؤمن بها كإنسان وتحاول بلورتها شعرياً في مشروعك الأدبي؟
ـ أؤمن بالإنسان وأحاول دائماً أن أرسخ موقفاً أو نظرة تستند إلى الإنسانية التي نستظل تحتها على اختلاف ألواننا ومشاربنا. يقول الروائي أرنست همنغواي “لا يمكن أن تكون كاتباً كبيراً دون أن تحمل رسالة إنسانية كبيرة”.وماذا سيبقى منا سوى موقفنا الإنساني والكلمة الطيبة بعد انتهاء رحلتنا على هذا الكوكب، من هنا أقول: ازرعوا قدر ما تستطيعون غابات شاسعة من الكلمات الطيبة. لايكفي أن تقول كلمتك وتمضي بل عليك أن تحرسها وعليك أيضاً أن تزرع الكثير من الأزهار المضيئة في ليل الإنسان.. يصفني أحد الأدباء فيقول أن “رعد زامل.. آخر البكائين.. ” ويقول آخر: “إن رعد زامل مسكون بالحرب”.. لاهذا ولاذلك إنما أنا حزين على إنسانيتنا المفقودة.. حزين بسبب الشظايا التي مزقت قميصي فوقفت أمام حبيبتي عارياً هزيلاً.. حزين بسبب الجوع الذي أكل أواصر العائلة أيام الحصار … حزين لما ألت إليه الأنياب والجوع الذي يفتك بأطفال غزة… حزين على اختفاء أشرعة الأمل وخيبة العشاق على نهر دجلة.. حزين على البلاد التي استباحت طهر ترابها خيول الغزاة …. حزين على الزمن الملوث وفساد القول على ألسنة الرواة.. حزين على الحسين الذي ما زال يُذبح ظامئاً قرب الفرات.. حزين على كل لحظة مهدورة في الحياة.. حزين على اللغة التي لا تلمع فيها الكلمات.. حزين على ما مضى .. وحزين على ما هو آت.
ما رأيك في مسألة الانتماء إلى جيل شعري ما، وهل تشغل هذه القضية حيزاً مهماً في مسار الشاعر؟
ـ إنَّ مسألة التجييل الشعري تفيد الدارسين والباحثين والنقاد للوقف على مهيمنات ثقافية تسود هذا الجيل أو ذاك. لا شأن للشعر الخالص بهذه التوصيفات فالشعر في النهاية منجز فردي لا يمكن حصره بتسميات معينة . ولكن غالباً ما يذهب النقاد والباحثون إلى وصف الشعراء الذين ظهروا في حقبة التسعينيات بالجيل التسعيني أو جيل الحصار وحربين أو جيل الاستنساخ فلا أحد يطبع نتاجنا في الشعر أو يهتم لما نكتبه. حتى أنَّ الشاعر والروائي الراحل محمد الحمراني قد اقترح عليَّ أن نكتب بياناً شعرياً وننشره وقد كتبنا البيان وسلمناه معا إلى الصحفي الراحل ناظم السعود قلنا في البيان ” إنَّ الشعر ينبثق من المقابر والمنافي والمزابل ” . لكن البيان لم ينشر حرصاً على سلامتنا في وقتها، ولم يطلع عليه أحد حتى هذه اللحظة سوى ناظم السعود رحمه الله.. ربما ما يشدني إلى مسألة الجيل الآن هي الإشارة إلى الفترة الزمنية التي عشتها محكوماً بماكنة الحصار الذي كان يطحن ضلوعنا . لقد انتشر أصدقائي من الشعراء والروائيين وكتاب القصة والنقاد انتشار النجوم في سماء الثقافة العربية والعالمية. نعم كنت بينهم أحرث حقول اللغة وأغرس فيها دموعي ولكن العواصف كما هو شأنها مع كل غريب كانت تسرق من بين يدي قمح السعادة وحب الحصيد.
ما هي المعايير التي توجه اختياراتك في الترجمة وهل ثمة نقاط اتصال أو انفصال مع تجربتك الإبداعية الخاصة؟
ـ الصدفة وحدها هنا من يلعب دوراً كبيراً في اختيار الأعمال الأدبية الصالحة للترجمة فبدايتي مع ترجمة الكتب كانت من خلال العثور على روايتين رأيت من الضروري أن أقوم بترجمتهما. بعد ذلك صار الأمر بيد أصحاب دور النشر فهم من يشتري حقوق الكتاب وهم من يقرر مدى نجاح الكتاب وانتشاره وجلب اهتمام القراء وتوجهاتهم. في الوقت الذي تمدك الترجمة فيه بالمعرفة والاطلاع على ثقافة الأخر وتشحذ خيالك إلا أنها من جانب تأخذ الكثير من وقت الشاعر فليس بالأمر اليسير أن تعيش مع كتاب في الأدب أو التاريخ أو السياسة أو الدين سنة كاملة من أجل تعريبه على حساب نتاجك الشعري .
قد تكون العزلة مصدر ضوء الشاعر، لكن دوره لا يكتمل إلا بوجود من يهتدي بهذا الضوء ويستشعر وجوده، ما الذي يمثله لك القارئ وما مدى انعكاس تفاعله مع نصوصك ؟ وما رأيك بالقارئ العراقي؟
ـ العزلة توفر للشاعر الكثير من الوقت والفسحة لتأمل ذاته والوجود، كل شاعر خلاق يحتاج إلى عزلة تنضج فيها ثمار أشجاره وأفكاره . ومع ضرورة أن يكون للشاعر دور تنويري في المجتمع إلا أنه يطيب لي الحديث عن الشاعر بوصفه كياناً خارجاً على الزمن وعلى دائرة القراء فكم من القراء الشعراء قد أصبحوا أعداء لنا لا لذنب اقترفناه سوى لأننا نكتب بطريقة أجمل منهم. وكم من القراء الشعراء ممن ينظرون لنا بعين الحسد والحقد لأننا أحرزنا الجائزة الأولى وهم ظلوا في آخر الركب . من هنا أشعر بالسعادة مع القارئ المحايد فقط أي مع القارئ المثقف هذا القارئ الذي يقع خارج دائرة الأدب واشتغالاته الذي لا ننافسه على شيء، هذا القارئ باعتقادي هو النموذج الأجمل والأصدق والأكثر تفاعلاً .
ما موقفك من المهرجانات والفعاليات الثقافية وهل ترى أنها تحقق فعلياً الأهداف المؤمل تحقيقها من إقامتها؟
ـ المهرجانات والفعاليات الثقافية حالة صحية على شرط أن تحقق الأهداف المرجوة منها وتنفع الأدباء وتعالج قضية أو تكشف عن طاقات أدبية شابة، وهذا الأمر يتوقف على نوايا القائمين عليها ومدى إخلاصهم وإيمانهم بالثقافة. لذلك أنا مع رصانة المهرجانات وحسن تنظيمها كما تجلى ذلك الهم الثقافي في إقامتنا لمهرجان الكميت الثقافي في ميسان، هنا أتحدث عن تجربتي الشخصية ولا ألغي دور الآخرين . ولست مع المهرجانات عندما تغدو كرنفالاً اجتماعياً ترفيهياً.
كيف تتشكل القصيدة لديك، هل لك أن تصف لنا حالة الكتابة وما الذي تمثله لك؟
ـ إنها أشبه بجولة على ساحل البحر تلفح فيها الشمس وجهك وأنت تعد الخطى والساعات على رمال السواحل بانتظار حبيبتك التي تأتي ولا تأتي . تأخذك الأمواج إلى عرض البحر وتعود بك خالي الوفاض، ثم تلوح لك صدفة هنا أو قوقعة هناك وليس فيهما شيء سوى الفراغ الفسيح، لكن ثمة صوت في داخلك يقول لك : إنَّ اللؤلؤة قريبة منك، تغوص مرة بعد مرة حتى تنقطع أنفاسك في غابة المرجان ..أخيراً وقبل أن تغور الشمس في الأفق البعيد تناديك عرائس البحر فتخرج وفي يدك مع زرقة الماء كنز ثمين تلك هي القصيدة ….
ما رأيك بالنقد، وهل واكب النقاد تجربتك الشعرية بما تستحقه من البحث والدراسة؟
ـ حركة النقد في العراق تسير بوتيرة بطيئة فالنقد اليوم يقف عاجزاً أمام غابة شائكة من الشعراء، نقدنا لا يستطيع أن يميز بين العملة الحقيقية والعملة الزائفة. هناك نقاد يرفعونك في النهار ويشتمونك في الليل. على أن هذا الأمر لا يلغي الجهود الحثيثة لبعض النقاد ممن تناولوا نصوصنا هنا وهناك. كما تجدر الإشارة هنا إلى تفوق الدرس الأكاديمي الرصين في الجامعات العراقية إذ تناول طلبة الدراسات العليا تجربتي الشعرية بأطاريح جامعية في بغداد وبابل وميسان وذي قار وواسط وجمهورية إيران سواء في اللغة العربية وآدابها أم في اللغة الانكليزية كما أشيد بجهود الشاعر والمترجم القدير د. هيثم الزبيدي الذي ترجم أعمالي الشعرية إلى اللغة الإنكليزية وبجهود د. رضا كامل الموسوي والدكتور علي مفتخر زاده الذي قام قبل شهور بترجمة مجموعتي (أنقذوا أسماكنا من الغرق) إلى اللغة الفارسية.
الشعر كفعل جمالي بحت، هل من الإنصاف إخضاعه إلى سلطة التنظير؟
ـ لاقوة فوق سلطة الشعر.الشعر الحقيقي يخلق معه قوانينه الخاصة.كل قصيدة حقيقية هي مملكة على أرض الإبداع لها سلطتها الخاصة في إنعاش العقل والروح. .
ما موقفك من موجات الحداثة التي تطرأ على الشعر والجدل الأزلي حول شرعية قصيدة النثر؟
ـ أظن أنَّ الأمر قد تم حسمه فقصيدة النثر الآن جنس أدبي ماثل بشكل كبير في مشهدنا الشعري العربي بل أنها الشكل الأكثر شيوعا، ولكن عن أي قصيدة نثر نتحدث ؟ هنا تكمن المسألة . هناك ألوان وأشكال شتى من الكتابة التي تدعي بأنها قصيدة نثر، لقد أصبحت تسمية (قصيدة النثر) مظلة لكتاب الخواطر والهمسات وشطحات المراهقين، من هنا، أنا مع الجدل الذي من شأنه أن يضع حداً فاصلاً بين ما هو شعر وما هو ليس بشعر رغم أن “الحدُّ الفاصل بين ما هو عمل شعري وما هو ليس كذلك، هو حدّ أقل ثباتاً من حدود أراضي الإمبراطورية الصينية ” على حد تعبير الناقد الروسي رومان ياكوبسن رائد المدرسة الشكلانية. لست مهتما بالشكل الفني كثيراً ما يثير اهتمامي هو روح الشعر بالدرجة الأولى.
ما هو دليل نجاح المشهد الثقافي بشكل عام؛ هل هو في وفرة أعداد المتواجدين فيه، أم كثرة الفعاليات الثقافية، أم اتساع الرقعة الجماهيرية للمنتج الثقافي؟
ـ دليل نجاح الفعل الثقافي يتجلى في التغير، تغير الواقع والحد من توسع الصحراء.أن نأخذ بيد الناس ونخرجهم من حقول الألغام إلى حقول الياسمين.. أن نجعل من قصائدنا علامات طريق تحذر العابرين من السقوط في هاوية الجهل… أن نمنع الناس في المحطات الليلية من ركوب قطار الحرب وتلك هي مهمة الشعراء الحالمين .
ما هي الصعوبات أو التحديات التي تعترض الأديب العراقي في مجتمعه الثقافي، وهل واجهت خلال مسيرتك الأدبية شيئاً منها؟
ـ تضيق مساحة الضوء شيئاً فشيئاً فيعتريك الشعور بالاغتراب . أحيانا تجد نفسك غريباً عن هذا الكوكب ومنبوذاً في اليم بلا سبب . فالناس يسيرون في واد عميق حاملين معهم رماحهم القديمة وهم يبحثون عن الغنائم في الظلام بينما نحن في واد أخر نزرع الكلمات على أمل أن يأتي بعدنا جيل ويقطف ما زرعناه . للناس ما للناس من الغنائم ولنا ما لنا من الأحلام . وأبشع فعل في الوجود أن ينافسك الأقربون والبعيدون على الأحلام .. وصفت هذا الشعور في ومضة قائلا:”أنا مجرد مخلوق/ تزود بالكلمات/ ومر على عصور الإنسان/فلما لم يأنس بشيء/قرر العودة إلى حديقة الحيوان ..” كان ذلك في بداية مشواري الشعري …
هل ترى أنَّ المواقع الإلكترونية والاجتماعية لها أثرها في توجيه حركة الفكر والإبداع، وكيف تصف هذا الأثر؟
ـ نعم هناك أثر لهذه المواقع ولها عدوى تنتشر انتشار النار في الهشيم وهناك تأثير واضح وكبير على الذائقة الشعرية فصرنا نواجه سيلاً عارماً من الكتابة الفجة التي لا غاية منها سوى الانتشار السريع . ولقد تعدى الأمر ذلك حتى صرنا نشعر بالخضوع ونصمت أمام ثقافة التفاهة والسير مع القطيع .
هل خضت مجالاً أدبياً آخر غير الشعر والترجمة ؟ حدثنا عن ذلك …
ـ حبي وإخلاصي للشعر يحتم عليَّ البقاء في ركن القصيدة . الشعر يحتاج إلى أكثر من عمر. لقد جربت العمل في إدارة المؤسسات الثقافية وخرجت منها بجناح مكسور .
في رحلتك إلى الشعر لاجئاً من ويل الحرب هل وجدت فيه الملاذ الآمن، هل كان فيه الخلاص أم كان حرباً محتدمة مع الذات؟
ـ يحدث للشاعر أن يرافق الموهومين والممسوسين والطارئين.. يحدث للشاعر أن يسير في صحراء من النحاس في صيف قائظ … يحدث للشاعر أن يأوي مع الخنازير إلى الكهوف العميقة خوفاً من رصاص أخوته ومن الزمهرير .. لقد عشت تجارب مريرة هنا وهناك . الشعر أصبح بالنسبة لي طقساً يومياً لابدَّ من ممارسته أعلم أنه جري وراء السراب لكنه جري لذيذ .
ما مشاريعك الأخيرة في الشعر والترجمة؟
ـ بعد فوز مجموعتي الشعرية الرابعة (لم أكن عارياً قبل الهبوب) بجائزة بغداد 2023 مدينة بغداد للإبداع – اليونسكو، أفكر بكتابة مجموعتي الخامسة في الشعر مع قرب إصدار كتابي العاشر في الترجمة (جيش يحتضر في الكوت ) عن دار نشر كلمات – في القاهرة . أعمل الآن مع المترجم عبد الحكيم ياسين على ترجمة رواية ( أقمار معالي ميديا السبعة) هذه الرواية الحائزة على جائزة البوكر لسنة 2022.
كلمة للختام..
ـ لا جذر يربطني / في الحدائق/ ولا ساق يسندني/ في غابات الكلام / أنا الأعزل الطافح بخضرته/
لن أنافس أحداً على الشمس/ بعد اليوم/ ولكنني سأتوارى بعيداً /بعيداً في صمتي / بعيداً مثل نبات في الظل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى