مكتبة الإسكندرية تشهد ندوة الإعلام الجديد تحديات مهنية واجتماعي
الإسكندرية _ من سناء عرفة
فى ضوء ما يثيرة الاعلام الجديد من قضايا والتحديات فبقدر تطور وسائل الاعلام وادواته على نحو غير مسبوق بقدر ما تتصاعد التحديات الناتجة عن هذا التطور؛ فرغم أن التغير أو التحول في أي مجال يحتاج إلى أعوام كي نستشعر آثاره، إلا أن التطور الحادث في الإعلام بتقنياته الحديثة ووسائله المتطورة بات ينعكس بسرعة تفوق إدراك البشر حيث تنتقل آثاره في أيام وأسابيع قليلة وتطرح تحديات كثيرة على جوانب عِدة.
وقد ظهرت مواقع إخبارية وبوابات عبر المنصات الجديدة كقنوات “اليوتيوب” أو الشبكات الاجتماعية أو تطبيقات الهواتف الذكية. وارتكزت عملية الفصل بين ما يعد إعلامًا “تقليديًا” وآخر “جديدًا” على التمييز بين الرسالة الإعلامية وحامل تلك الرسالة، وأثر ذلك في صياغة “الرسالة الإعلامية” وحجم انتشارها والتفاعل بين المُرسل والمستقبِل على النحو الذي أثرى المحتوى الإعلامي.
وتسعى مكتبة الإسكندرية من خلال ندوة اليوم حضرها
الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والأستاذ الدكتور؛ سامي عبد العزيز أستاذ العلاقات العامة والإعلان والعميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، والإعلامي الدكتور محمد عبده؛ مقدم الأخبار بالتليفزيون المصري، والأستاذ الدكتور سعيد المصري؛ أستاذ الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، وأدارتها الإذاعية القديرة إيناس جوهر؛ رئيسة الإذاعة الأسبق وأحد أهم رموز الإعلام في مصر
للإجابة على تساؤلات تتعلق بتحقيق المسئولية الاجتماعية والأخلاقية لترشيد استخدامات المواطنين لمواقع التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت وسيلة لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وآليات رفع كفاءة التدريب العملي وبناء القدرات لطلاب الإعلام والعاملين بالمجال الإعلامي لمواكبة ثورة تكنولوجيا الاتصالات المتلاحقة. كما تناقش الندوة كيف اخترقت الوسائل الجديدة للإعلام الحياة الخاصة للمواطنين والأسر والعائلات، وما هي الآليات المُثلى لتوظيف الإعلام الجديد في عرض وتقديم وتسويق المبادرات الفردية والاجتماعية الخلاّقة بالمجتمع المصري، وكيف يمكن الحفاظ على تماسك كيان الأسرة المصرية كلبنة أساسية في المجتمع في ظل تحديات الإعلام الجديد والاستخدامات غير الرشيدة لمواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية أن هناك نمط جديد من الإعلام يفتح الأفق لكل الطبقات من الناس وذلك من خلال أدوات تكنولوجية بسيطة وسهلة مما يخلق شكل جديد للمجتمع فهو يعمل على تكسير كل الحدود التي عرفتها المجتمعات فيستطيع الشخص من خلاله أن يقول أي شيء يعبر الحدود من خلاله كما يقول علماء الاجتماع في شرحهم لأخلاقيات ما بعد الحداثة، اما النمط القديم من الإعلام فهو يرسل لنا رسائل نستقبلها كما هي وهو الذي كما قال بعض علماء الاجتماع يساهم في حالة من الهيمنة.
وأشار زايد أن هناك تحدي خطير جدًا وهو شكل المجتمع في المستقبل بعد ثلاثون عامًا والناتج عن تحديات الإعلام الجديد فكيف سيكون، وأن التحدي الأخطر على الإعلام القديم فمن الممكن أن يختفي تمامًا فأخشى أن المذيعين في المستقبل لن يكونوا موجودين بهذا النمط فيجب من الأن أن نستعد لشكل مجتمع في المستقبل يختلف تمامًا عن الموجود الان.
وأعربت الإعلامية إيناس جوهر عن سعادتها بتواجدها في هذه الندوة اليوم فأنها تأتي على هامش احتفالات عيد الإعلام مؤكدة أن الإعلام هو صوت المواطن والمرآة التي تنعكس فيها كل حركة لتنمية وتثقيف الشعب ولكن بأخلاقيات المهنة.
وقال الدكتور؛ سامي عبد العزيز أستاذ العلاقات العامة والإعلان، أنه لا يوجد إعلام جديد هذا أصبح واقع فبالتالي التواصل مع الراي العام أصبح هو التحدي الراهن مؤكدًا أنه لا توجد وسيلة تقتل وسيلة أو تلغيها ولكن هناك ضغوط وتحديات لكي تتطور بتطور المتلقي نفسه فلسنا وحدنا الذين نواجه تلك التحديات فهناك ثلاثة مليار شخص في العالم يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي بما يعادل 40% من سكان العالم.
وأشار عبد العزيز أن أخطر ما في الإعلام جماهيريًا أو وسائل التواصل الإجتماعي قضية “المزاج العام” فهو انفعالي شعوري لا عقلاني إلى ان تأتي لحظة ما ويحدث ما يحدث، مشيرًا أن الإذاعة والتليفزيون لن تموت ولكن ستتراجع إذا ما لم تتطور.
وقال الدكتور سعيد المصري؛ أستاذ الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة، أن المدرسة الإعلامية في مصر منفصلة تماما عن المدرسة الاجتماعية برغم أن قضايا الإعلام قضايا اجتماعية ويجب أن نشترك في بحثها وتناولها مشيرًا أنه يتم نشر الشائعات والأكاذيب على وسائل التواصل الإجتماعي عبر نشر الصور والتعليقات والتغريدات ولكن هناك فرق بين الشائعة كمعلومة والخبر الكاذب.
وقال والإعلامي الدكتور محمد عبده؛ مقدم الأخبار بالتليفزيون المصري، ان الرئيس الفرنسي شارل ديجول كانت له مقولة شهيرة جدًا وهي ” ما لا يمر عبر شاشة التليفزيون كأنه لم يحدث” وقياسًا على هذه المقولة يمكن نقول “مالا يمر عبر منصات التواصل الاجتماعي كأنه لم يحدث” فوسائل التواصل أصبحت مرآة التجلي سياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا مؤكدا على ما ذكره الدكتور أحمد زايد والدكتور سامي عبد العزيز أن السمة الأساسية والاهم للإعلام الجديد هي أن الانسان قادر على أن يقول ما يريد ولا يوجد احتكار للمعلومة التي أصبحت متاحة.
وتأتي الندوة في ضوء ما يثيره الإعلام الجديد من قضايا وتحديات، فبقدر تطور وسائل الإعلام وأدواته على نحو غير مسبوق، بقدر ما تتصاعد التحديات الناتجة عن هذا التطور؛ فرغم أن التغير أو التحول في أي مجال يحتاج إلى أعوام كي نستشعر آثاره، إلا أن التطور الحادث في الإعلام بتقنياته الحديثة ووسائله المتطورة بات ينعكس بسرعة تفوق إدراك البشر حيث تنتقل آثاره في أيام وأسابيع قليلة وتطرح تحديات كثيرة على جوانب عِدة.