ندوة اليوم السابع
د. عز الدين أبو ميزر | القدس العربية المحتلة
برَغمِ أنُوفِ الحَاسِدِينَ وَحِقدِهِم
وَسُوءِ النّوَايَا خَافِيَاتِ الدّوَافِعِ
مَضَيتِ عَلَى اسْمِ اللهٍ إذ مَدّ حَبلَهُ
إليكِ بَكَفِ كَانَ كَفَّ مُبَايِعِ
فَبَايَعتِ رَبّا مَنْ يَكونُ نَصِيرَهُ
فَلَيسَ بِمَخذُولِ وَلَيسَ بِضَائِعِ
وَصَوتُكِ يَعلُو كُلّ يَومِ وَلَيلَةِ
وَيَزدَادُ عُمقَا فِي الرّؤَى وَالمَسَامِعِ
وَمَا أرهَبَتكِ النّازِلَاتُ وَإن طَغَت
وَمَا خِفتِ مُحتَلَا كَرِيهَ النّوَازِعِ
عَلَيكِ سَلَامُ اللهِ مِنّي تَحِيّةَ
بِإيمَانِ صِدّيقِ وَلَيسَ بِجَازِعِ
أضَأتِ بِدُنيَانَا ثَلَاثينَ شَمعَةَ
بِصِدقِ وَمَا كَانَت سَرَابَ مُخَادِعِ
لَئِن كُنتِ فِي الأيّامِ نَدوَةَ سَابِعِ
فَلَستِ بَعينِ الحَقّ أنتِ بِسَابِعِ
وَيَشهَدُ حَتّى مَنْ شُمُوعُهُمُ انطَفَت
بِأنّكِ أولَاهُم بِغَيرِ مُنَازِعِ
وَمَن يَسأَلُ الشّمسَ المُضِيئَةَ حُجّةَ
وًأضوًاؤُهًا فِي عَينِ كُلّ مُتَابِعٍ
وَمَا خَابَ فِيكِ الظّنُّ يَومَا لِمَن دَنَا
بِحُبّ فَيَلقَى الحُبّ دُونَ تَصَانُعِ
وَيَلقَى يَدَا تَحنُو عَلَيهِ بِرِقّةِ
وَيُغمَرُ بٍالتّحنَانِ بَينَ الأضَالِعِ
هُوَ الخُلُقُ السّامِي رَضَعتِ لِبَانَهُ
وَلَيسَ بِمَمذُوقِ وَلَيسَ بِقَاطِعِ
وَلَكِنّهُ مَنٌ مِنَ اللهِ دَائِمٌ
لِكُلّ أمِينِ صَادِقِ الوَعدِ نَافِعِ
وَسَوفَ يَظَلّ المَدّ مَا دَامَتِ الرُّؤى
عَلَى رِسلِهَا تَجرِي بِكُلّ تَواضُعِ
تُذِيبُ الأنَا فِي الكُلّ كَيْ يَسلَمَ البِنَا
وَرَكبُ العُلَى يَمضِي بِغَيرِ تَراجُعِ
فَكَم مِن أنَا هَزّت عُروشَا فَأصبَحَت
مِنَ الذّكرَيَاتِ المَاضِيَاتِ الرّوَاجِعِ
كَذَا يَفعَلُ الشّيطَانُ إنْ ذَرّ قَرنَهُ
فَتَلعَب بِالأقلَامِ كُلّ الأصَابِعِ
فَيَا نَدوَةَ الأخيَارِ بِالبِرّ وَالتّقَى
وَكُلّ أبِيّ النّفسِ خَالِي المَطَامِعِ
وَيَا مُلتَقَى الأقلَامِ مِن كُلّ مُبدِعِ
وَكُلّ نَبِيهِ ألمَعِيِ وَ رَائِعِ
حُمِيتِ بِعينِ اللهِ مِن كُلّ مَارِقِ
وَمِن كُلّ مُسوَدّ السّرِيرَةِ خَانِعِ
