هنا القاهرة.. معرض القاهرة الدولي للكتاب
محمد سعداوي | ناشر وصاحب مكتبة بيروت
مصر كانت على مر العصور مضرب الأمثال في العراقة والأصالة والتحدي، قديماً يشهد التاريخ أن مصر تركت إرثاً حضارياً وثقافياً لا تُضاهيه أمة من الأمم.
وإنْ كَانتْ الحَضارة الفِرعّونية تَشهد على ذلك التقدم، مِعماريُ كان أو طِبيا، فلكيا كان أوهندسيا، ألا أن مصر كانت ولا زالت تبهر العالم بعظمتها وقوتها سواء في العصر الفرعوني بإنجازاته المتنوعة، أو ما سبقه من حضارات وما لحقه من عصور قبطية ورومانية و إغريقية؛ أنارت فيها مكتبة الإسكندرية العام علماً وثقافة، حتى مصر الإسلامية التي تصدت نيابة عن الامة الاسلامية الى الغزو التتاري والمغولي، وأسست الأزهر قِبلة العِلم والعُلماء من كافة المذاهب؛ مصر الأزهر الذي صدر العلم والعلماء الى كل بقاع الارض.
مصر التى لو تحدثنا عن مناقبها لما أسعفتنا البلاغة بما تحوي من كلمات وعِبر لنسرد محاسنها ونعدد مآثرها.
يُثبت المصريون دوماً نجاحهم في مواجهة الصعاب، خاصة أوقات المحن، و تضرب مصر اليوم أروع الأمثلة بإقامة أكبر تظاهرة ثقافية في العالم (معرض القاهرة الدولي للكتاب) في دورته ٥٢، ذلك المعرض يعتبر قبلة حياة لصناعة النشر في العالم العربي، حيث يقام المعرض على مدار ستة عشر يوماً، وسط إجراءات وتدابير لم يشهدها العالم في مثل تلك الأزمة (جائحة كورونا) ساعد في هذا النجاح تضافر الجهود الرسمية مع جهود الجهات القائمة على التنظيم، متمثلة في الهيئة العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين، وقد كانت لرؤية مصر السباقة دوما بإقامة مركز القاهرة للمعارض والمؤتمرات بقاعاته الكبيرة ومساحاته الشاسعة اكبر الأثر في هذا النجاح، الذي ساعد في زيادة عدد الزائرين يوميا الى المعرض لتقارب مائة الف زائر- مع المحافظة على الكثافة- وكان التنظيم الرائع بحجز التذاكر إلكترونياً، ليحدد الزائر مواعيد زيارته ومن أي أبواب المعرض سيتم دخوله، الى جانب فريق كامل من العاملين و المتطوعين يتابعون التزام الزوار بالإجراءات الاحترازية، مع إقامة حفلات التوقيع في أماكن مفتوحة خارج القاعات.
إن هذا التحدي بإقامة المعرض في غير موعده السنوي في شهر يناير من كل عام -حيث موسم الشتاء و عطلة منتصف العام- كان تحديا صعباً إلا أننا في مصر نتحدى الصعاب، ونثق دوما في النجاح بمشيئة المولى جل علاه، فالله دائما يحفظ مصر وأهلها بفضله ونعمه الوافرة التى غمرنا بها.
برغم كل هذه التحديات نشهد في معرض القاهرة إقبالا جماهيريا كبير ساهم في دعم دور النشر المصرية والعربية التي مرت بظروف إقتصادية صعبة طوال عامي ٢٠٢٠ و٢٠٢١م ، ورغم إقامة المعرض في غير موعده الا أن المشاركات الدولية متواجدة وبقوة في هذه الدورة ٢٥ دولة من مختلف قارات العالم ٧ دول أفريقية و ١٢ دولة أسيوية بالاضافة الى دول أوروبية منها صربيا و واليونان وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا وأمريكا.
إن المتابع للحراك الثقافي المصري في العامين السابقين، يعلم جيداً أن مصر الثقافة لم تتوقف أنشطتها، وليس ببعيد الاحتفال الأسطوري الكبير الذي شاهده العالم أجمع بإفتتاح متحف الحضارة ونقل المومياوات في موكب مهيب.
وأقتبس مما قاله شاعرنا الكبير صلاح جاهين عن التحدي قوله:
لسه فيكى حيل تعافرى !!
لسه واخده العند غيه !!
رغم ان الكل سابك .. لسه صالبه الطول قويه
الحديد م الدق لان.
وانتي ابدا لم تلينى
شايله فوق حملك جبال
وماشيه بالله تستعينى
وان وقعتى تقومى اقوى وتنفضى تراب الوجع
انتي ست صحيح لكنك. .
تغلبى مليون جدع.
فعلا يا مصر أنتي حلوه في كل عصر.
وفي الختام أدعوكم الي زيارة هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة أو الدخول على الموقع الالكتروني عن طريق الرابط التالي للتعرف على دور النشر والمكتبات وأحدث الاصدارات.
https://cairobookfair.gebo.gov.eg/