حمادى
شعر سعاد محمد/سورية
الرّجلُ الّذي دلّني على درب الله..
ذهبَ إليه ولم يأخذْني معه
إلى أين تأخذونه؟!..
هذا حمادى وقلبي تابوته
بنتهُ اليتيمةُ أنا
فلا أشفقَ الوجعُ عليَّ
يا موتُ..
يا بن الحياةِ العاق
تلقَّهُ بأيدي الأمّهات
أنتَ في حضرةِ رجلٍ..
لم يسدلِ التّقيّةَ يوماً حين مرَّ في الحيِّ موكبُ الصّواب!
عندَ المعنى الجليل..
تقضمُ المهارةُ أظافرها
تتلعثمُ كوفيةُ الغيم وتسقطُ في طمي الغياب
تقصرُ كفُّ الشّمسِ عن بلوغِ جبينِ المغيبِ..
فيهرمُ النّهارُ
أقصى ما يصلُهُ رمحُ مجازِك..
حثالةٌ من الدّمعِ تتسكّعُ على مفارق القسماتِ
تسرقُ الخوخَ الملتهبَ على مخارج التفجّع!..
أهذا أشرسُ ما لديكَ أيّها الحزن؟
يا هرقل الوجع ما أقلّك!..
كلُّ الدنيا رحلَ وسقطَ سقفُ العزِّ..
يا حمادى..
رقٌّ نحنُ لمن نحبُّ
مجلداتٌ من التّذكّرِ الكريمِ طبعَتْها كفُّكَ على معصمي..
وهي تتشبثُ بغصن الحياة بي
لكنّي..
كأيِّ شجرةٍ عاقر..
كأيّ شاطئٍ غريبٍ عجزْتُ عن وهبِكَ النّجاة
فقدَتْ في عيني جاهها الحياة..
غيرَ أنّي امرأة تؤمنُ بمعجزاتِ الأرواح..
حبيسةُ فكرةِ ظهورِكَ أنا
أتشعّبُ..
نسوةً مسكوناتٍ بالغياب،
يهربُ من إلحاحِهنّ اللّيلُ كالمُبتلي بِدَين!
شاخصاتِ توسّلٍ تطاردُ دروبَ الزّمان..
مرّ..
مرّ عليَّ كطفلٍ بذاكرةٍ من زيتون
مرّ ولو بمعطفِ رؤيا..
لتعودَ عيناي معصرتي بهجة
وتورقَ يداي!