أقداح الحب
رولا أبو صعب | سورية
بامتداد هذا الكون
لا تسعني غير ابتسامتكَ
وعينيكَ العميقتين
هذا الدفقُ ليس بمقدوره إيقافي
وهذه الشمس تتحاشى الصدام معي
وأنتَ..
أنتَ ممتدٌ من الألف حتى توهج المدى
لم يكن بوسعي إيقاد مصابيحي دفعةً واحدة
وأنا أجلس في الضفة المقابلة لغيابك
كنت أنتظرُ الليل هناك
لأباركه بالتوهج ، وأقتفي آثار اشتعالاتي
والندبة المستلقية تحت جِلدي
عندما اقتحم الشوق نوافذ صبري
لم أستطع تفريغ حمولته إلى نصفين
ولاتجريده من نظراتٍ محتدمة الحمم
كان لزاماً عليَّ أن أجمع لهاثه
في أقداحٍ مائلة ..تعرفني ولا أعرفها
تدركني ..ولا أجمعها
أُبصر فراغها ..وتملؤني
تتصاعد وتيرتها شيئاً فشيئاً
عبر أنفاسي
لتصل إلى ذروة اللامكان
عند انهيار فصلها الخامس من حروف
نارها المقدسة
أريدكَ ..
وأعلم أن تلك الخزامى
التي وهبتكَ سر بسمتها
كانت تقايض عطراً هارباً من غيمتها
بنصف نزفٍ لديك
وذاك الظل المتفشي خلف عريّ قدميه
كان يقضم شهقة المسافة
دون صوت
تاركاً ضوء العشق باكياً
هناك..
أسفل أسوار الانتظار