الجمعة المظلمة

أشرف عمر | مصر – محامٍ

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (9)

إنما سميت الجمعة جمعة; لأنها مشتقة من الجمع ، فإن أهل الإسلام يجتمعون فيه في كل أسبوع مرة بالمساجد وفيه كمل الله جميع الخلائق، فإنه اليوم السادس من الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض. وفيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها. وفيه تقوم الساعة . وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه.

انه ليوم عصيب ومؤلم علي كل مسلم اليوم بسبب اغلاق المساجد وعدم إقامة الشعائر المرتبطة بهذا اليوم العظيم بسبب تفشي فيروس كورونا الصغير الذي خاف من آثاره العالم بأثره

فهل ياترى يا الله إغلاقك لبيوتك في وجه عبادك هو غضب منك أم إنه انذار نهائي لكي يصلحوا من أنفسهم وإلا ستستبدل بهم أقواما أخرين؟.

 اليوم موحش بكل معاني الكلام ومن بدايته تشعر بأنك في قلق، وإن اليوم لا معني له لأنك لا تسمع فيه لشعائر الله التي اعتدت عليها منذ ولادتك هل يا ترى يا الله ما هو السبب الحقيقي لذلك هل ذلك رحمة بنا من انتقال المرض أم غضب علينا بسبب تقصيرنا في عبادتك.

يارب نحن الضعفاء وأنت خلقتنا وأعلم بما في داخلنا من فقر وشح في الأنفس فأصلح أحوالنا واهدنا يارب لأن هداية النفس هي مفتاح لعبادتك

ويسر أحوال عبادك وأنزل الرحمة والتراحم بينهم وألف بين قلوبهم لأنهم نسوك فعلا ويتذكرونك كلاما فقط.

 يا الله  قُطِّعت الأرحام وتمزقت الأواصل وانقطع التواصل فيما بينهم وأساءوا النوايا وقصروا في عبادتك وأداء الفرائض.

 يا رب لا مخرج إلا بك ولا حل إلا بالرجوع إليك أسألك بكل اسم هو لك أن تعيد التلاحم بين عبادك وأن يحسنوا عبادتك  وأن تنزل الرحمة بينهم وارفع عنا هذا الكرب العظيم وأن  تزيل هذه الغمه وتفتح بيوتك لعبادك يارب وأنت علي كل شيء قدير.