كالسراب
رفعت زيتون | فلسطين
ستقودُكَ الدّنيا
إلى حيثُ اختياراتٍ
تشيحُ بوجهها
عنْ نبضِكَ المحمولِ
فوقَ الغيمِ
تُصبحُ قطرةً
تجري كما يجري السّحابُ
مقيّدًا بسلاسلِ الرّيحِ
التي خضعتْ لها
كلُّ الرّقابِ
فهلْ ستبقى كالسّحابْ؟
وتسيرُ رغمًا عنكَ
تنظرُ في وجوهِِ
العابرينَ محدّقًا
كلٌّ يظنُّكَ سيّدًا
فتظنُّ نفسكَ سيّدًا
يا سيّدَ الأوهامِ
تحملُ في الصّباحِ
حقيبةَ الأحلامِ
يحملُكَ الفراغُ
فهلْ بلغتَ نخيلَهُ
أوْ هلْ وصلتَ
حدائقَ الأعنابْ.؟
خذْ كأسَكَ المكسورَ
وارحلْ دونَ خمرٍ يا فتى..
لا ماءَ حتّى ما تراهُ..
فقدْ خُدعتَ مجدّدًا
ما زلتَ يخدعُكَ السّرابْ..
ستعيشُ ظمآنًا
تطاردُ صدفةً
في عمرِ وهمكَ
يا غريبُ تظنّها
تأتيكَ بالأخبارِ
عنْ حُلمِ الشّرابْ.