ريحانة (١)

شرين خليل | مصر


اللوحة للفنان يوهان جورج ماير

في بيت يسوده الحب والمودة يعيش راشد وزوجته عفاف …راشد موظف بسيط وعفاف معلمة لغة عربية … مر علي زواجهم أكثر من عام … حياة هادئة ودافئة ينتظران مولود علي لهفة وشوق … وفي صباح يوم الخميس قالت عفاف:
صباح الخير ياحاج راشد
_يسمع منك ربنا ياحاجة عفاف
_إن شاء اللة ربنا يكتبها لنا .
_يارب ياعفاف ،بس نطمن عليكي الأول لإنك شكلك تعبانة النهاردة…هو آن الآوان ولا أيه؟
_شكلي هاعملها خلاص ..
_طيب يلا بينا بسرعة علي الدكتورة…
عند الطبيبة…
_خير يادكتورة ؟؟ طمنيني ..
_خلاص يا أستاذ راشد …المدام هاتنتظر معانا إنهارده وإنت روح بقي هات شنطة هدوم المولود…
_إحنا جايبين كل حاجه يا دكتورة وعاملين حسابنا …
تمام يا أستاذ راشد حضرتك تنتظر بره وإن شاء اللة هاتروح إنهارده إنت والمدام والمولود وماتقلاقش عليها ..
خرج راشد وهو قلق وخائف علي زوجته …
وقف يدعي ويتضرع إلي الله ودموعه تتساقط خوفا علي زوجته فالولادة كانت متعسرة..
ومر الوقت عليه بصعوبة ..حتي سمع صوت بكاء المولود …
وخرجت له الممرضة …
_مبروك…جاتلك بنوته زي القمر…
_الحمد لله …وعفاف عامله إيه طمنيني عليها…
_الحمد لله زي الفل ..
_ألف حمد وشكر ليك يارب
_ممكن أشوفها …
لسه كمان شويه…
إنتظر راشد حتي خرجت له الممرضة وسمحت له بالدخول…
_حمد لله على سلامتك ياعفاف
_معلش ياراشد كان نفسي أجيب لك ولد..
_إيه اللي بتقوليه دا ..ومالها البنات دول المؤنسات..البنت دي هي اللي هتبقي حنينة علينا وهاتراعينا لما نكبر…
أهم حاجة دلوقتي إنك تقومي بالسلامة …يا أم ريحانة
_ريحانة؟!
ايوا هاسميها ريحانة ..لأنها هاتبقي ريحانة البيت ..
أنا طالع أكلم الدكتورة عشان نشوف هانمشي إمتي
وخرج راشد وسأل الممرضة عن موعد خروج زوجته
وأخبرته أن كل شئ علي مايرام ومن الممكن الخروج في أي وقت ..
راشد سعيد جدا ودخل لزوجته لكي يساعدها .
_يلا ياعفاف هانروح بيتنا .. وأنا في خدمتك لحد ماتشدي حيلك..
مرت الأيام وراشد وعفاف في سعادة بوجود ريحانة فهي حقا إسم علي مسمي،طفلة جميلة إبتسامتها كإشراقة الصباح ،هادئة كهدوء الليل ،وعندما أتمت ريحانة عامها الثالث أنجبت عفاف مولود أخر هذه المرة أنجبت الولد الذي كانت تتمناه ليصبح حنونا وعطوفا مثل أبيه وإختارت له إسم علي فهي تعلم جيدا أن راشد كان يتمني أن ينجب ولد ويكون إسمه مثل إسم أبيه علي .
راشد مهتم بتربية أولاده تربية فيها حب ومودة …يغرس بداخلهم القيم والأخلاق فعلي رجلا منذ الصغر يحب أخته ويخاف عليها .
مرت الأيام والسنين وريحانة أوشكت على الإنتهاء من المرحلة الجامعية ..
وفي أحد الأيام جلست عفاف بجانب راشد و قالت له:
سعاد صاحبتي كلمتني عاوزه تخطب ريحانة لأحمد إبنها..
أحمد !!! يااا العيال كبرت ..فاكرة أحمد دا وهو حاضر فرحنا وهو لسه يادوب بيتعلم المشي ومابطلش عياط..
أوعي يكون لسه كئيب وزنان زي زمان …
-ياااا هو إنت لسه فاكر …ماشاء الله عليك ذاكرتك قوية ..
في حجات حتي لو مر عليها سنين وسنين عمرها ماتتنسي ياعفاف…
المهم خليهم يشرفونا يوم الخميس ونقعد مع بعض…
-ومالو ياحاج…
-طالما قولتي ياحاج ..تبقي موافقة …
-بصراحة ولد مؤدب جدا ومتربي…
-أهم حاجه رأي ريحانة…
‘ريحانة ..موافقة…
-دا أنتو متفقين بقي …
-منقدرش نتفق من غيرك يا حج..
-خلاص منتظرهم يوم الخميس، بس لازم أقعد مع ريحانة وأتكلم معاها …
-حالا هاناديها …
-ريحانة ، ريحانة تعالي كلمي أبوكي ..
خرجت ريحانة من غرفتها :
-نعم يابابا ..
-تعالي إقعدي جنبي هاتكلمك معاكي شوية .
-تحت أمرك يابابا..
-قوليلي يابنتي إنتي إيه رأيك في العريس ؟ أنا عارف إنك عارفاه وعارفه مامته ..
-الرأي رأيك يابابا
-بصي يابنتي لازم تفكري كويس وتستخيري ربنا مش عاوزك تتسرعي ..وأنا عمري ماهجبرك أبدا على أي حاجة
-حاضر يابابا…
وجاء الخميس وإجتمع الأهل وكانت ليلة سعيدة وإتفق الطرفان وتم تحديد يوم الخطبة
وريحانة كانت سعيدة إلي أن حدث مالم يكن في الحسبان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى