جرح الغريب
شعر: محمد القاضي| مصر
دقات قلبك أخنى صفوها الوجلُ
وغاب عن شجن في نبضها الأملُ
–
من للغريب إذا ما الدهر أنكره
وبات يدلف من أبوابه الأجلُ
–
جرح الغريب غريب ليس يذكره
سوى دموع جرت من فيضها المقلُ
–
جرح الغريب أنين الناي موطنه
إذا الأحبة عن ساحاته رحلوا
–
جرح الغريب بلا وجه بلا أمل
بلا جواب لمن عن حاله سألوا
–
جرح الغريب سرت في الليل أنته
ومن يجيب إذا ما تاهت السبلُ
–
قد سار قوم وما تاهت مواكبهم
وتاه قوم عن الركبان وانفصلوا
–
روح تسافر لا تخطى مرافئها
وأخريات تضل السعي لا تصلُ
–
دنيا تبعثر أقواما وتجمعهم
كالخمر ترقص في الحانات من ثملوا
–
من حاصر الشمس بالأهواء يحجبها
أغرى به الليل أم ضاقت به المثلُ
–
من كدر الماء ما انفكت تعوذ به
كل البرية مذ أن صور الأزلُ
–
من لوث القلب قد ماجت بصيرته
ما عاد يدرك كيف الحل والعملُ
–
كيف القدوم علي أعتاب آخرة
وقد حييت بغير الله تشتغلُ
–
كذب هواك وأنكر زيف طلته
وعد لرشدك قبل الفوت يا رجلُ
–
إن الحياة مسارات نتيه بها
تغري الجهول وينجو الحاذق الوجلُ
–
إن الحياة رحال لا قرار لها
بعد الحياة يطل الحادث الجللُ
–
بعد الحياة حياة لا فناء بها
فالزم تسر بما وافيتها النزلُ
–
واسمع لدعوة من تمت شريعته
فهو الأمين به قد زين الرسلُ