مَــوْسِــمُ الـرُّمّـــــان
صبري مقلد | مصر
عَـسلِيةُ العينينِ ينطـقُ لحظُهـا
فيصولُ عُـطـرُ الشوقِ في الأركانِ
///
عَـفـويِّـةُ النَّـظَـراتِ حينَ تَـبُـثًهـا
تُحـيِي رَمَــادَ الـحُـبِّ في الوجدانِ
///
نظـــرَتْ إليَّ فأيقظت بخوافِـقـي
بحـرَ القـصيدِ وبَـحـرَ عِشـقٍ ثَــانِ
///
فَكأنَّ قَـلبـي صـارَ يقـفـزُ نحـوَهـا
والنَّـبـضُ في صدري لـهُ صَـوتَــانِ
///
يَاقَـلبُ رفـقٌا في خُطـاك لشطِّـهـا
أشهَـى القطوفِ تكــونُ عندَ أوانِ
///
فَيشُدُّني مِـن مِـعصَـمي، يمضي لها
ويقولُ: شوقي ثــائــرُ الـبُركَـان
///
يا حُسنَـها المسكوبَ مِـن أهدَابِها
جَفَّفتَ حَلقِي مِن لظَى الخَفَـقَان
///
أرجُو ورودَ عيـونِـهــا، فيرُدُّني
خجـلُ أصــابَ الــرُّوحَ بالذّوَبَــانِ
///
في ذبذَبَـاتِ رُموشِـها ولِدَ الهوَى
رقصَــت على أوتارِهِ ألـــحَـانـي
///
يَسبي الجَنانَ تَرَنُّـحٌ في خَصـرِهــا
كالـمَوجِ في تَرنيمَـــةِ الشطـآنِ؟!
///
والكَـرْزُ في غَنْجِ الشِّفـاهِ قد استَوَى
والـكَـونُ مَـاجَ لِـهِــزَّة الـرُّمَّــــانِ
///
والطيرُ مدهُــوشٌّ بِـخَمـرةِ خَـدِّهـا
فتساقَـطَت مِـنهُ الحُـبوبُ مَـثـاني
///
نسيَ الإيابَ لِـعُـشهِ مِن سحرِها
ضاعتَ لـديــــهِ قـواعــدُ الطـيرانِ
///
آهٍ إذا يــومًــــا أفّـوزُ بـوصلِـهــــا
لَـتساقطـَت رُطبُ القصـيدِ معَاني
///
وَلَأورقَت كلُّ القَـــوافي بـلسمًـا
وَلَـصارَ حَــرفـي يـانِــعَ البُستــانِ
///
لَكنَّمَا يَهَـــبُ العَـظــيمُ بِـحكـمَــةٍ
ليصـــونَ أعراضًــا مِـن الـبُهـتَـانِ
///
فاغضـضْ، وكُــن ذاعِـفَّـــةٍ؛ لتنالها
فَـجزاءُ إحسانٍ رِضَــــا الـمَــنَّـــانِ