حلم
نداء عادل | العراق
حين التقاها للمرة الأولى، عانقها عناقا باردا، دون أن يتخيل مآل تواصلهما، ودون أن تظهر هي ما كان في رؤيتها لحياتهما معا.
سارا معا في الحديقة العامة بحثا عن كلمة ربما، أو حتى تفسير للحلم، كلاهما التزم الصمت، تتخطفه نظرتها فيبعد تارة ويقترب أخرى.
في المقهى المجاور للبحر، كان الموج ساكنا، إلا أنهما لم يجهدا بحثا عن حديث فالاهتمامات المشتركة، والأفكار، وخطط الكتابة أخذتهما إلى حيث الحياة تريد، وعلى الشاطئ عانق خصرها فاسترد روحه الضائعة منذ أربعين مدى، نظر إليها كمن يبصر النور للمرة الأولى، بين شغف وفزع قال في نفسه “هي”، فأجابته بصوت عال: “قلبك”.
أصابه الوجل من الإجابة بعدما كان على يقين أنه يحدث نفسه، هل سمعته؟! أكيد لم تفعل، هو لم ينطقها، لكنها أجابت، وكانت حاضرة فيه بكلها، فاستسلم للموج ورقد بين جفنيها، يرقب الحلم الجديد، وعناوين الملح تكتبها الخطى.