وبنخله إسلامنا يتفيأ
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
الجهلُ يُردي والتبصّرُ يدرأ
والشعر ناقوسَ الورى لايفتأ
°°°
فالشعر صرخات الضمير مفجّعا
من سفككم أرواحكم يتقيأ
°°°
نارُ العداوة لعنة إنْ سُعّرت
بتنا رمادا حسبها أنْ تبدأوا
°°°
والغلّ غلاّقُ النوافذ حولنا
وهواؤه متفسّخٌ متصدِئُ
°°°
مامسَّ مغلاقُ التعصب مهجة
إلا غدت ممسوسة لاتبرأ
°°°
كالثور تنطحُ مايَرى متحركا
ضاقت به الرؤيا فلا يتضوأ
°°°
ماالعدل ماالرأي السديد وماالنهى
ماالنور إنْ حلّ البهيمُ الأردأ
°°°
ماالحب إنْ كانت ضغائن نهجه
بدم القرابة أقسمت تتوضأ!!
°°°
ولقد بُلينا بالجهالة حقبةً
وأظنُ جهلكَ يازمانُ الأسوءُ
°°°
مانفعُ ماازدانت به أشعاركم
إنْ كان من أوجاعكم لا تُملأ
°°°
إنْ كان حزن قصيدةٍ مكلومةٍ
أحداقَ من ثكلوا بها لا يفقأ
°°°
مارفعةُ العربي وهو مقزّمٌ
وكأنّه للعاديات الموطئُ
°°°
أين ابن كلثومَ الذي لا يهدأ
حتى يحزّ مليكهم أنْ يجرأوا
°°°
حتى يضمّد أمة موجوعة
إنْ جاء حوّم صوبها مستهزئُ
°°°
أين الصدارة والمكانة والعلى
إنْ كنت أدنى قمّة تتبوأ
°°°
إنْ كنت تذعن للحوادث راضخا
لاسيّدا من ظالمٍ يتبرأ
°°°
فخر العروبة أنْ تُرى متمرّدا
بالفكر بالأدب الرفيع تُعبّأ
°°°
(اقرأ ) تلاها بادئا فلتقرأوا
فبها ضمان ختامكم والمُبدأ
°°°
(اقرأ ) تُوسّع للرؤى آفاقها
فيضيق بالمعنى الكثيف المرفأ
°°°
(اقرأ ) خلاص بني العروبة بعدما
في غزو أسياد الفضاء تنبّأوا
°°°
لي في العراق منارةٌ ومفازةٌ
فهو العتيق حضارة ومرزّأ
°°°
وهو القديم بإرثه مذ كوّرت
في أفقها نجم العراق يُلألِئُ
°°°
ويضجّ في وجه الحروب صراخه
المرتاب من زمن الأسى المتهرِئُ
°°°
ويظلّ يصرخ في الجموع لعلها
تمشي إلى الجوزاء لا تتلكأ
°°°
فالشعر أعطى للعراق ولاءَه
أن تنكروا جهل الرعاع وتبرأوا
°°°
أنْ ترتقوا ثوب السنين بمخرزٍ
خيطانه نوريّة لا تهرأ
°°°
أن تفتدوا أوطانكم بنفوسكم
فهي الجنان الوارفات الأهنأ
°°°
فعلام يغتال التشرذم حصنكم
وعلام في استعبادكم يتنبأ
°°°
إني وإنْ عانيت من هذيانكم
لمؤملٌ في صحوة تتهيأ
°°°
طوبى لمن كان العراق إمامه
فهو النجيب الألمعيُّ المبرئ
°°°
ياقطبنا الأعلى العتيق تألقا
مهما عتوا هذا السنا لن يطفئوا
°°°
ستظل طارقنا المشع على المدى
وبنخله إسلامنا يتفيأ