راحلون
عبد الصمد الصغير | المغرب
يا سادَتي … إِنَّ شَأْنَ الْـعُرْبِ قَدْ خَـرّا
فَاشْتَدَّ بِي مُـوقِـظاً في نَـائِـمٍ عُـمْـرا
يا سـادَتِي، مَـرَّ وَقْـتٌ جَـرَّ مَـنْ يَـلْـهُـو
في غَـفْـوَةِ النَّـاسِ صُبْحٌ وَدَّعَ الْفَجْـرَا
مَـنْ ضَـمَّـهُ طـالِـعاً مُسْـتَطْـلِعـاً كَـوْنـاً
أَزال هَـمَّ اللَــيالِـي .. أَطْــفَـأَ الْـجَـمْـرَا
خَـفَـــا بِمِقْـدَارِ نُـورٍ … يَـقٔـتَـفي ظِــلّاً
مُـؤَكَّــدٌ ضَــــوْؤُهُ لَـنْ يَـبْـلُـــغَ الْأَمْـــرَا
هَلْ يَخْـتَفـي عـالَـمٌ أَمْ يَكْتَفي طَـيْـفاً
أَمْ تَـغْتَـوي لَـوْعَـتِي أَمْ تَـبْتَـغِي فَـقْـرَا
لَـمْ تَبْـقَ لِي نَكْـــهَةُ المَعْــنَى بِدْنْيـاكُمْ
لا … لَـمْ تَـدُمْ عَـذْبَـةً أَوْ جَـنَّـةّ خَضْـرَا
يا سَـادَتِي … إنَّ أَمْـرَ اللَّـهِ فـي خَلْـقٍ
أَنِ اعْبُدُوا وَ اشْكُرُوا كَيْ تُرْفَعُوا قَدْرَا
يا الْعَاشِــقِينَ اللَّـذينَ اسْـتَنْـفَذوا حُبّـا
كُونُوا دَلِـيلاً عَـلَى مَنْ لَمْ يُـطِقْ صَـبْرَا
سِـيــرُوا كَـمَـا أَنْبِـيـاءٌ وَ ازْرَعُـوا وَرْداً
صَـلُّـوا عَـلـى مَـنْ لَـهُ لَـمْ نَـتَّـبِـعْ أَمْـرا
أَعِــزَّةً نَـحْـبِـسُ الـدَّمْـعَ الَّــذي يَـغْـلِـي
بَيْـنَ الْجُفونِ الَّـتي قَدْ رَمَّشَـتْ عُـسْرَا
أَيـا الّـذي أَوْقََــدَ الــنَّـارَ الَّـتـي تَـكْــوي
لا تَبْـتَعِـدْ … كُـنْ قَـريـباً جُرحُـنا يَـبْـرا
أَيـا الَّـذي أَغْضَبَ الْأَرْضَ الَّتي تَـشْقَى
هَـيَّ ارْتَـجِـلْ دَعْ دَبِـيـباً لا يَـرى غَيْـرا
مِـنْ حُـلْمِـنـا نَسْـتَفيـقُ الٔآنَ ، في ذُعْـرٍ
لَـمْ يَسْـتَصِـغْنا وَ لَـمْ يُرْهِـقْ لَنـا عُـمْـرَا
خُــذْلانُـهُ مَـوْعِـدٌ فـي بَـعْـضِـنـا يُـبْـلِي
مَـصيـرُنا مُـعْـرِجٌ صَـوْبَ الَّـذي أَسْـرَى
قُلُـوبُـنا … تَـعْـتَـريـهـا لَـوْعَــةٌ تَـبْـقَـى
وَ حُـبُّـنـا مُـخْلِـصٌ .. لا يَعْــرفُ الغَدْرَا
لِلـنّـاسِ فـي قَلْبِنَـا بَـهْـوٌ … لَكُمْ يُـقْـري
يَـفْـدي بِمـا عِـنْدَهُ ، لا يَـبْـتَـغِـي غَـدْرَا
أَيْـنَ الــسَّـلامُ الــذي غَـنّـتْ مَـواوِيـلٌ
وَ كَيْـفَ أَحْـوالُـنـا ؟.. بَعْـدَ الَّـذي مَـرَّا
لَمْ نَـعْتَـرِفْ بِالَّـذي يُـؤْذي الَّتـي تُـؤْوي
فَلَـمْ نَـكُـنْـهُ .. وَ لَـمْ نَـتْرُكْ لَهُ جِـسْـــرَا
يا سـادَتي ، كُـلُّ شَـيْءٍ راحِـلٌ حَـتْمـاً
إِلّا الَّــذي … تــارِكـاً مِـنْ بَـعْـدِهِ إِثْــرَا