الكاتبة الجزائرية لطيفة بروال و الإعلامية سمية باشا (وجها لوجه)

الجزائر | خاص

ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك و ما الذي يميز أسلوبك الأدبي؟

الكتابة بالنسبة لي ليست مجرد شكل من اشكال التحضر او الترف الفكري بل هي وسيلة لتنوير المجتمع وإصلاح سلوك أفراده وتقويم المفاهيم الفكرية الخاطئة لديهم وكل ذلك ضمن قالب أدبي لا يمكنه بأي حال من الأحوال الإخلال بمقومات الكتابة الأدبية خصوصا حين أكتب قصة او رواية فأنا دائما أسعى لخلق جو من المتعة الأدبية والفكرية لدى القارئ بحيث يتسلل النص إلى قلبه و عقله معا و يتميز اسلوبي بالبساطة في الكلمات و المفردات التي يسهل فهمها على الجميع لأني و من منطلق وجهة نظر شخصية لا احب النصوص المحشوة بالكلمات المعقدة العسيرة الفهم لدى القارىء العادي و التي لا تركز على معنى واضح ، و في الواقع كتاباتي موجهة لجميع فئات المجتمع وأن كان تركيزي الأكبر على فئتي الشباب و الناشئة لأنهما تمثلان اساس بنيان المجتمع.

من هم كتابك المفضلون؟

لا يمكنني عد أسماء الكتاب الذين قرأت لهم قديما و حديثا وتأثرت بأسلوبهم الأدبي و الفكري من الأوائل كحافظ ابراهيم و عباس محمود العقاد و مصطفى لطفي المنفلوطي والبشير الإبراهيمي و رضا حوحو و مالك بن نبي و حاليا انا أقرأ لكتاب عالميين مثل غابريال قارسيا ماركيز و ليو تولستوي و دوستويوفسكي و اغاتا كريستي و كاتب تركي يدعى أورهان ياموق اما الشعراء فقد قرات لاحمد شوقي و بدر شاكر السياب و بولند الحيدري و الشاعر العراقي الكبير شاعر المنفى أحمد مطر والذي اعتبره شاعري المفضل على الإطلاق لأن شعره فتح نظري بل و عقلي على الادب السياسي و زرع بداخلي وعيا سياسيا كبيرا.

كيف تقيمين ظاهرة الكتاب الشباب التي انتشرت بقوة في السنوات الأخيرة في الساحة الأدبية الجزائرية وبشكل مكثف و هل تعتبرينها ظاهرة صحية ام لا؟

 ككل مهتم بالأدب لفتت نظري هذه الظاهرة ولكن كوني حديثة عهد بالمجال فلا يمكنني الحكم على أية تجربة قبل قراءة أي عمل من هذه الأعمال و بالتأكيد لهذه الظاهرة جانبين أحدها إيجابي و الآخر سلبي ،الإيجابي هو ان الكتابة كغيرها من الفنون تشهد ميلاد اسماء جديدة بمرور الزمن لتكمل مسيرة الأسماء التي سبقتها او ربما تتفوق عليها من حيث حداثة مواضيعها و تميز أسلوبها كما انها تكسر الروتين و تجدد وتيرة العمل الأدبي ، أما الجانب السلبي فهو حين يقوم أي شخص بكتابة أي شيء دون معرفة او خبرة بالكتابة مع انعدام فعل القراءة لمن سبقوه لديه والذي يعد حتمية لا مفر منها و يبدأ بإيهام نفسه بأنه قد صار كاتبا مشهورا و لعل ما أدى الى استفحال هذه الظاهرة هو انتشار بعص دور النشر ذات الطابع التجاري التي لا يهمها من تعاملها مع هاته الاقلام الشابة سوى الحصول على مقابل مادي بغض النظر ما إذا كانت النصوص في مستوى جيد لغويا وادبيا و اخلاقيا أم لا و عليه ينبغي الإلتفات الى هذا الامر و معالجته بالطريقة المناسبة ..

بالمناسبة سبق و قلت بأنك كتبت شعرا فهل نتوقع أن تقرأ لك ديوان شعر مستقبلا ؟
هذا سؤال مهم جدا و أثار بداخلي شجون و كيف لا و قد كنت مولعة بكتابة الشعر و بالفعل فقد كانت لدي محاولات شعرية لكنها لم ترق إلى المستوى المرجو و هو ما جعلني اصرف نظرا عن كتابة الشعر و اركز على كتابة القصة و الرواية لأني أرى نفسي في هاذين الجنسين الآدبيين أكثر لما امتلكه من قدرات سردية معتبرة وهذا بشهادات عدد من الأساتذة والكتاب الذين قرؤوا لي سواء من الجزائر او العالم العربي وشجعوني على المضي قدما على هذا الطريق.

حديثنا عن تجربتك في الكتابة وكيف ظهرت لديك هذه الموهبة ؟

في الحقيقة موهبة الكتابة ظهرت لدي منذ وقت طويل أي عندما كنت تلميذة في المدرسة الابتدائية حيث كنت بارعة في مادة التعبير الكتابي بشكل لفت انتباه من درسوني سواء في الطور الابتدائي و كذا المتوسط و كنت متفوقة في دراستي بشكل عام وفي مادة اللغة العربية بشكل خاص حيث زاد شغفي بالكتابة و الأدب و بعد توقفي عن مزاولة الدراسة استمريت في كتابة نصوص تعبيرية و محاولات قصصية وقصائد شعرية.

جميل …كيف عملت على تطوير موهبتك وقد توقفت مبكرا عن الدراسة ؟

نصف جواب هذا السؤال موجود في السؤال نفسه فعدم قبولي بفكرة التوقف عن الدراسة مبكرا تحول بداخلي إلى حافز كبير دفعني للسعي إلى مواصلة تعليمي، فعلى الرغم من من ابتعادي جسديا و مكانيا عن المدرسة إلا أن ذلك لم يمنعني من بذل جهدي لتحقيق ذلك الأمر .

نفهم من كلامك أك عصامية التكوين؟

 اجل فقد صممت منذ ذلك الوقت على إثبات وجودي و صناعة ذاتي و العمل على تطوير موهبتي و ذلك بالإقبال على القراءة والاطلاع الواسع و دونما انقطاع على الكتب و بمختلف أنواعها (أدبية و دينية و علمية وفكرية) بنهم كبير ولم اكتف بما يناسب سني بل تعديته إلى مستويات اكبر كما رحت أتابع ما تبثه الإذاعات المحلية والعربية من مواد و برامج تعنى بالأدب و الفكر و الثقافة بالإضافة الى ما تعرضه القناة الوطنية وقتها ، و قد عزز متابعتي لتلك البرامج ظهور القنوات الفضائية التي جعلتني انفتح على الساحة الأدبية العربية و العالمية و هو ما ساهم في تكوين خبرتي

هل سبق لك أن نشرت بعضا من كتاباتك في الجرائد المحلية و المجلات الأدبية او شاركت في مسابقات أدبية وطنية و جهوية أو عربية؟

أجل فلقد سبق لي ان نشرت بعض اعمالي من خلال تجربة ثرية استمرت لحوالي عام و نصف حيث ساهمت بكتاباتي التي تنوعت مابين قصة وشعر ومقال سياسي واجتماعي مع جريدة محلية تعنى بالدين و السياسة والمجتمع والأدب تدعى (النور الجديد) والتي كانت تصدر في مدينة قسنطينة و شاركت في مسابقة خاصة بالرواية نظمتها دار ريحانة للنشر بالجزائر العاصمة عام 2008 و تمثلت مشاركتي في اول رواية كتبتها والتي كانت بعنوان (نهاية صنعت بداية) ومن قبلها تقريبا سنة 2001 شاركت لمرتين متتاليتين في مسابقة سعاد الصباح الشعرية بدولة الكويت الشقيق بعدد من القصائد الشعرية التي قمت بكتابتها في بداياتي.

هل واجهتك صعوبات وأنت تحاولين صعود سلم الإبداع الأدبي وإظهار موهبتك للعلن

لا أسميها صعوبات بل اعتبرها تحديات كنت أتوقع أن تتخلل مشواري كاي شخص موهوب ويسعى لتطوير موهبته وكنت على قدر من الشجاعة والإصرار على مواجهتها لأنني بالأساس شديدة الثقة بنفسي و بقدراتي أما بالنسبة لعائلتي فالجميع كان يقر بموهبتي و قام بتشجيعي على الاستمرارية و لم يعترض طريقي أحد ولله الحمد.

متى أصدرت اول كتاب لك وفيما كان يتمثل ؟

كان اول اصدار لي أواخر عام 2018 متمثلا في قصة بعنوان (ثبات حتى أخر الطريق) و التي تطرقت من خلالها إلى مشكلة أو بالأحرى آفة اجتماعية قديمة الوجود في مجتمعنا وهي آفة الرشوة محاولة تقديم معالجة تربوية لكيفية التعامل مع هذه الآفة والحد من انتشارها وتركيزي في عنوانها على كلمة الثبات لانها تمثل الوسيلة الوحيدة التي تعين الإنسان المناضل من أجل التغيير حتى يستمر على مبدئه مهما واجهته الصعوبات ولعل من قرأ هذه القصة قد لاحظ انعدام وجود لأسماء أماكن او مدن او تحديد مناطق معينة وهذا أمر مقصود مني لأني أوجه رسائلي من خلال الكتابة إلى العالم العربي و الإسلامي لان مشكلة الرشوة موجودة في كل المجتمعات العربية وليست قاصرة على مجتمعنا الجزائري فحسب ، وبعدها بعام كان لي إصدار ثان تمثل في قصة شبه مطولة بعنوان (رمضان كريم) حاولت من خلالها تناول فريضة الصوم من وجهة نظر أدبية وإظهار مزاياها الحقيقية وانتقاد الأخطاء التي ترتكب في الشهر الكريم فتشوه معناه الحقيقي.

في الأخير نود ان نشكرك على هذا اللقاء الجميل والمميز و مرة أخرى سعداء بالحديث معك وأملنا أن نقرأ لك الجديد دائما و نراك في مصاف الكتاب الكبار جزائريا و عربيا ولم لا عالميا .
وأنا بدوري اشكركم على هذه الإستضافة الجميلة ولكم مني أطيب المنى ودمتم بخير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى