عيد النيروز.. رأس السنة المصرية القديمة
فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات
عيد النيروز هو عيد رأس السنة المصرية القديمة، وبدء التقويم القبطى، الذى يبدأ بشهر توت، وهو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة.ووقد أتت لفظة نيروز من الهيروغليفية (ني – يارؤو) أى الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.
وحين دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم “مثل أنطوني وأنطونيوس” فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية، ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللام فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية، أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد “ني” تعنلا جديد و “روز” تعنى يوم وهو عيد الربيع عند الفُرس ومنه جاء الخلط من العرب.
توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الإله تحوت إله المعرفة وهو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن.. وقد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام.. مما يعني أن السنة القبطية، سنة نجمية وليس شمسية.
واستمر المصريون القدامى يحيون هذا العيد حتى عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس الذي تولى الحكم سنة 284 للميلاد. وفي ذلك العهد ذاق الأقباط مر العذاب. وذبح منهم أعدادًا كبيرة قدرت ب 840 ألف نسمة.
يبدأ العام القبطي الجديد للشهداء، وهو اليوم الأول من شهر (توت) نسبه إلى العلامة الفلكي الأول الذي وضع التقويم المصري القديم الذي انفرد به المصريين فترة طويلة من الزمن قبل أي تقويم آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقا وغربا.
وتقديرا من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه إلى مصاف الآلهة، وصار (توت) هو إله القلم والحكمة والمعرفة.
فهو الذي اخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية والقبطية.
وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظة المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم. ومنتوت كلمة قبطية معناها مكان توت وموطن توت.