أُريدُ بُرتُقالةً ورَغيفَ خُبزٍ
بقلم: فايز حميدي
الشَّمسُ مُتقدةٌ في السَّماءِ
على غيرِ عادتِها
والرّيحُ سَاكِنةٌ والصّمتُ ثَقيلٌ
والبراعمُ تُتوقُ إلى الليلِ النَّدي
حمامةٌ تهدلُ في الظِّلِ
نَحلةٌ تُرفرفُ وتأخذُ بالطّنينِ
توردُ أخبارَ الحقولِ البعيدةُ
أفتحُ بابَ شُرفَتي
أتأملُ المَدى القَصيُّ
فَتَبدو الحياةُ :
كقَطرة نَدى على أوراقِ أقْحِوانة تارةً
وأخرى دهرٌ طويلٌ كسيحُ الخُطى
كزَهرةِ الصحراءِ
كمديةِ جَزارٍ
كقُبلةً مُتوَحِشةٍ
كعوالمٌ مسحورةٌ وكنوزٌ مُحملةٌ بالأساطيرِ تارةً
وأخرى رِماحٌ من ملحٍ ورملٍ وزبدِ
هي الحَياةُ :
وردٌ مكتظٌ يلوذُ بأغنيةٍ
وأقبيةٌ وَطرقاتٌ مُفخخةٌ بالأسئلةِ
وغربةٌ عَتيقةٌ من عُمرِ الطَوفانِ
وبقعةُ دمٍ مُتناثرةَ الشّموسِ
وقسوةٌ مَسكونةٌ ودموعٌ مُهاجرةٌ
جُوعي ضَارياً يَا أُمي
أُريدُ بُرتقالةٌ أسندُ رأسي عَليها
ورغيفُ خُبزٍ تَفوحُ منهُ رائحةِ
القمحِ ولونَ الشَّمسِ
وسقفٌ لهُ رائحةَ المَطر …
يَداكِ يا أمّي بارِدتانِ كَغَدي
حَياتُنا انطِفاء أشِعةُ الشَّمس في دِماءِ العيونِ
حُنجرةٌ مَطحونةٌ بالزُجاجِ
ورائحةُ حِرمانٌ يابِسةٌ
تَنفَسي بعمقٍ يَا رِئتي
فحصادُ الغدِ في عَباءاتِ الفَضاء
تكاثفٌ
وأمطارٌ
واحلامٌ
خلفَ خريفِ النَّهارِ سَنكتبُ أُغنيةً
ثمةَ شمسٌ تُبللُ الأفقَ بأشعتِها
والضوءُ يرفعُ راياتهِ الذَهَبية
°°°
( القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية ) ..