الرحلة
عبد الله الكعبي | سلطنة عمان
كيف تسافر من سفرك الأرضي
من حرارة صيفك الحارق للأجوبة
كيف تسافر بروحك وتملأ أمكنة الغياب
كلما نموت في بقعة زاد فراغك في أخرى كلعبة خاسرة
كيف تقنع طائرتك بالتمهل كي تصنع بيديك لقمة سائغة
كيف ستكون قبلتك لرأس امك بعد عصر شفتيك بطعم الحياة …
الرحيل المر كلما شممت المسافات فيه طالت على خديك دهشة الذاكرة
الرحيل مع القبرات سلام من الحب والذهول
عاندي وامكثي وحيدة وكوني يا نفس لذاتك غيمة
ولترابك ثورة هادئة
في ليلكِ البهيم هناك نخلة الخلاص للخلاص
تذوبين بكل معان التمرد وتتوشحين حروف التيه
كسنبله القمح تكتسحين إطلالة الحضور…
إذن سأقتلع أنة الشوق من كل سعفة
وأنزل من وريقات الغافة واللبان ذاك العناق
وأسحب رائحة البخور العالق قي السمرة والعصفور العاشق
وحده اللبان يجوب مثلي هذا الجمال وينسى شباك الغرفة مفتوحا للحمامات
وحده قصير العمر يبعث الروح فيّ كلما رأيت كنيسة عزباء استفقت من بساتين وعسست من عينيّ (الغمص)…
وقلت للمساجد قفزة آتية
للجبال ان تشك في الجديد وترسم على شفتي دكنة الأودية
لم ارجع بعد هذا إلا لصوتك المؤدي للإجابة الحاسمة …
ولم أجد التنقل أبدا إلا للقصيدة
كريشة تصنع لنفسها سفينة
وككل الذين وصلوا
أسمع نشرة الأخبار بنصف أذن
وأمضي سريعا للريح والبحر والكلمات الضائعة
لعلي أجهز حقيبتي المسافرة
عبدالله الكعبي