منشورات القاسمي.. تستكمل نشر الأعمال المسرحية للشيخ الدكتور سلطان القاسمي بلغة شكسبير ومارلو وبرناردشو
الشارقة | خاص
استكمالاً لمنهجها الثقافي المعرفي أطلقت “منشورات القاسمي” الترجمة الإنجليزية للأعمال المسرحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتنظم للموسوعة العملاقة التي بدأتها “المنشورات” بترجمة أولى أعمال سموه المسرحية (عودة هولاكو) والتي تكتنز بالمعرفة والدراما الراقية، والتي تستل من التاريخ العربي والإسلامي قيم الرشاد والحكم الصالح .
لذلك تبنت ” منشورات القاسمي “، وهي الدار المتخصصة بنشر وتوزيع كافة مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، ترجمة النصوص المسرحية تحديداً من خلال المترجمين المتخصصين الذين بوافر الخبرة في المجالات الأدبية بشكل عام، والمسرح بشكل خاص.
إن الأعمال المسرحية المترجمة لصاحب السمو حاكم الشارقة ، هي فرصة لتقديم زاد ثقافي أدبي مسرحي إلى القراء في أوروبا والعالم أجمع. ومن خلال المراجعات اتضح أن ترجمة الأعمال المسرحية العربية بقيت على هامش دراسات واقع الترجمة في الملتقيات والمهرجانات المسرحية العربية ، دون النظر إلى زيادة الاهتمام بالترجمة التي تعتبر عملية أكثر تقنية وتعقيداً ، لان المسرح ممارسة فنية تحكمها عناصر متداخلة وليس مجرد “نوع أدبي”، ثم إن التأكيد على دور المسرح وتقديم النص التاريخي تحديداً ، وضمن رؤية ناضجة للتفاعل مع الآخر، الذي يجب علينا استيعابه وفهم منطلقاته، وفي موازاة ذلك الاستفادة من المنجز الغربي على مستويي النص والعرض في المسرح مهمة مطلوبة، حيث يشكل المسرح أحد الروافد التي يمكنها إمداد الناس بالمعرفة وتعريفهم بهويات ثقافية تتعايش معها.
إن للترجمة دورها الحضاري العالمي، كما ولها الدورا الهام في نقل قيم ونهج الحضارات والثقافات من وإلى اللغة العربية منذ القرن التاسع عشر ، وقد كان لمحاولات ترجمة الأعمال المسرحية الإنجليزية لـ وليم شكسبير ومارلو وبرناردشو من شعراء وروائيين قيمة عالمية وعربية على حد سواء خلال القرن العشرين، وقد نالت العديد من أعمالهم المسرحية وقصائدهم الشعرية رواجاً وانتشاراً بعد ترجمتها من الإنجليزية الى العربية وكان من أوائل المحاولات اللافتة ترجمة مسرحية “ماكبث” لعبد المالك إبراهيم، ثم تلا ذلك ترجمات الشاعر خليل مطران الذى أخرج ترجمة ذات مستوى راقي من حيث اللغة العربية
وقد كان المترجم أميناً بما يتعلق بالنص الأصلي، وإن كان هناك نقص في النص المترجم فذلك يرجع لما يقال عن أنه قد ترجمها عن الفرنسية. ثم تلا ذلك محاولات جادة أخرى لرمسيس عوض، وغالي شكري، وفاطمة موسي، وجبرا إبراهيم جبرا، ونقولا رزق الله، حيث تَعرضَ كل منهم الى ترجمة أعمال شكسبير معتمداً أساساً على ترجمات سابقة، وكل ذلك أفاد المجالين المسرحي والأكاديمي .
ومع ذلك كله، فقد كان الدور الذي لعبته الترجمة في ازدهار المسرح العربي، وهي واحداً من تجليات لقاء الثقافتين الشرقية والغربية، سيما مع بدايات القرن العشرين على يد عدد من الرواد العرب الذين نقلوا بعضاً من التراث المسرحي العالمي، كالإغريقي، والروماني، والإنكليزي، إلى اللغة العربية، فقد لفتت النظر في مطلع الستينيات في عالمنا العربي ترجمة الأعمال المسرحية الخالدة لشكسبير ، فترجمت “حلم ليلة صيف” نثراً، وقدمت على المسرح ونجحت، ثم «روميو وجوليت» نثراً أيضاً ، وبعد 10 سنوات أعيدت ترجمة روميو وجوليت، لكن هذه المرة كمسرحية كوميدية غنائية وقدمت على مسرح النهضة سنة 85، لتلقى نجاحاً شديداً ثم مسرحيات : يوليوس قيصر، الملك لير ، هاملت ، ماكبث ، عطيل ، حلم ليلة صيف، وكلها من المسرحيات التي تدرس في كليات الآداب واللغات والمسرح في العالم أجمع .
أخيرا فإن تبني ” منشورات القاسمي ” نهجاً ثابتاً في ترجمة مؤلفات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المسرحية كشف عن قيم فنية وجمالية في البناء الدرامي العربي وفي والقصة والصراع والشخصيات والأمكنة ، فأثرت أدبياً ومعرفياً في تصويب بعض المصطلحات التي ما تزال حتى اليوم متداولة في مسرحنا العربي، فإن الكثير من النصوص العربية التي ترجمت بأيادي غير متخصصة وقد تكون ليست لها علاقة لغوية أو معرفية بالأصل عند المترجم ، وقد تؤثر سلباً في اضطراب اللغة والمصطلحات والمفاهيم، حيث يغيب عنها الوعي المعرفي بالثقافة الغربية، خاصة ونصوص الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هي نصوص تعالج الحاضر من منظور عظة وعبر التاريخ العربي الإسلامي.
· بروفيسور بيتر بارلو : مسرحيات الدكتور سلطان أبداع بلا حدود يطرح أسئلة إنسانية.
وبهذا الصدد قال البروفيسور بيتر بارلو والذي سيقوم بإخراج “نمرود”، إحدى أوائل مسرحيات سموه، باللغتين الإنجليزية والعربية. وسيتم العرض في فبراير من العام المقبل في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، فور اطلاعه على النسخة الإنجليزية لأعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: مهم جداً أن تمت ترجمة مسرحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى عدة لغات وستضمن إضافة الترجمة إلى اللغة الإنجليزية إمكانية تقديم المزيد من العروض المسرحية في جميع أنحاء العالم. سموه ذائع الصيت في عالم المسرح العربي بمساهماته المعروفة بدلالتها على علمه الواسع بالشكل والبنيان المسرحيين، كما يثبت تنوع المواضيع معرفته الواسعة بتاريخ البلاد العربية والعالم. حيث يتدفق أسلوب سموه في الوصف ورواية القصص دون عناء مما يسمح للجمهور بالاستفادة من المغزى الضمني الأعمق لأعماله. ومن خلال إضافة الموسيقى والتعبير الأدائيين، يتم تسليط الضوء بإشارات محسوسة لتعزيز الرسائل القوية التي يتم توجيهها من خلال الحوار.
· جواد الأسدي : نصوص غاضبة لأجل الحق والحياة في مسرح الدكتور القاسمي
من جانبه قال المخرج العراقي الدكتور جواد الأسدي .. وهو من مثيري الدهشة في العرض المسرحي العربي : على مدار العالم كله لم أسمع أو أقرا عن رجل استطاع أن يكتب الحياة الإنسانية بمثل فرادة ومهنية الدكتور سلطان القاسمي، الذي رسخ وركب نسيجاً مسرحياً نادراً في عمقه الجمالي والإنساني وإنه قد عرف كيف يطبخ الحياة والمسرح بمذقات روحية، كراعي للجمال الحر، ماداً يده نحو الينابيع التاريخية ليصطاد شخصياته المتمردة والساخطة في كتابة ملهمة للحق، والعدالة، والصلاة العالية النور، يضيء فيها الدروب المهدمة، ويرفع أرواح الناس المظلومين، والمعذبين إلى مقامات الصبر المر بانتظار عربة الخلاص .
إن ترجمة نصوص الشيخ الدكتور القاسمي إلى لغات عديدة هو إبحار عالي الجمال، نحو تواشج ثقافات عالمية إنسانية، ومقاسمة الجمهور هنا وهناك بذائقتهم الثقافية الإنسانية سيعطي للنصوص القاسمية معنى جديداً وحاراً، ثم أن إمكانية وقوع هذه النصوص بيد مخرجين أوروبيين سيعيد الحياة إلى روح النصوص عبر التحامها بالجمهور المغاير.