توظيف التراث والأمثال الشعبية في رواية «اليتيمة» لـ«جميل السلحوت»
سمير أبو الهيجا | فلسطين
رواية اليتيمة القيمة للروائي الشيخ جميل السلحوت، صدرت هذا العام 2021 عن مكتبة كل شيء في حيفا ويحمل غلافها الأول لوحة للفنان التشكيلي محمد نصر الله. أنهيت قراءتها ربما بوقت قصير نسبيا، فوجدت بها أدبا وذوقا رفيعا للكاتب الذي دأب أن يعرض أمامنا مصيبة اليتم، ثم يصور أن الحياة لا تنتهي عند فقدان الأب رغم مرارة الحدث، وخلال الرواية استعرض الكاتب تلك الثلة من الناس التي تبني سعادتها على حساب حياة الآخرين حتى لو كانوا ضعفاء.
انا لست ناقدا أدبيا لكنني قرأت الرواية بنهم معين، وشعرت كيف طاف بنا الكاتب في أحياء القدس من خلال عرض الأسماء سواء كانت مباني أو مساجد أو كنائس ومدارس عوضا عن المسجد الأقصى، كما ظهر أسلوب رائع في الرواية أن الكاتب استعمل كمّا هائلا من الأمثال الشعبية التي كاد مجتمعنا ينساها، كما وعرض الشيخ السلحوت حب الوطن والهجرة منه ثم العودة إليه، وكم هو ترابط المجتمع الفلسطيني مع بعضه البعض! وكم هو حب الفلسطيني في بلاد الغربة كونه فلسطينيأ ويظهر ذلك في تفاني العائلة الكويتية في تقديم المساعدة لليتيمة (عبير) وزوجها من مأكل ومشرب ومسكن، وهناك ملاحظة يمكن أن يذكرها القارئ وهي أن وعد الفلسطيني سينفذ حتى ولو كان فيه شائبة، وقد ظهر ذلك بحداسة الجد أبو نعمان قبل زواج اليتيمة، لكنه أعطى ولم يتراجع بعد أن ساوره شك بموضوع العريس مهيب.
ولا ننسى أن الكاتب عرج بنا إلى الحالة السياسية حيث عرض مشكلة المستوطنين الذين يهاجمون البيوت والعائلات العربية تحت حماية جيش الاحتلال، وإن كل فلسطيني هو هدف حتى وإن كان عريسا أو رجل اسعاف، وقد ظهر ذلك بهجوم المستوطنون والجيش والشرطة على احتفال خطوبة شقيق عبير، ثم ظهر لنا العند الفلسطيني الذي لا يقهر ولا يستسلم حيث أعلن الجد عن احتفالات أكثر ممّا كان مقررا.
وبالتالي نعود ونقول لا يصح إلا الصحيح فزواج اليتيمة من مهيب كان خطأ، ومحاولة تغطية الشمس بغربال كان خطأ رغم أن حاسة الجد لم تخطئ، لكنه العرف والتقاليد التي آمن بها، وكانت نهاية الرواية عنيفة انتهت بكسر يد اليتيمة من قبل زوجها المضطرب نفسيا ثم سجنه وقبل محاكمته كان المحامي قد بدأ بترتيبات الطلاق.
وللكاتب الشيخ جميل اقول لا فض فوك ولا جف قلمك بوركت على هذه الأفكار ونتمنى عليك المزيد.