علَّمتني
د. سعيد جاسم الزبيدي | أكاديمي عراقي بجامعة نزوى – سلطنة عمان
إلى أستاذي: عدنان محسن النجَّار.. وفاء تلميذ
اللوحة للفنان الروسي: ميشيرسكي أرسيني
علمتني أن أعشق الأدبا
وأحِبُّ فيه الحرف والكُتبا
///
ورسمتَ لي دربًا أخبُّ به
رهوًا أُداني المجد والشُّهبا
///
مازلتُ أذكر كيف تغمرني
منك الرعاية إذْ تكونُ أبا
///
ومنحتني – يا سيدي – ثِقةً
لمّا تزلْ تحيا ولا عَجَبا
///
أَأبا علاء رعاكَ خالِقُنا
إذ مدَّ تحت بِساطِكَ الحِقَبا
///
يا حظَّ مَنْ علّمته صُحُفًا
في كلِّ حرفٍ يعدلُ الذَّهبا
///
لا تستطيعُ لديَّ قافيةٌ
في أنْ تفي أو ترتقي تَعَبَا
///
أنا غرسُكم أختالُ مفتخرًا
وأظلُّ ألهجُ حامِلا سببَا
///
مازلتَ لي في خُطوتي مثلًا
أحذوهُ حتى أبلغَ الأربَا
///
فاهنأ بما قدّمتَ من أثرٍ
وجعلته ما بيننا سَبَبا
///
قد كان للأيامِ سطوتُها
ولأجلِ ذا قد أتخِمتْ عَتَبا
///
وشكا بها الشعراءُ كلهمُ
منهم هجا أو حظّه نَدَبا
///
قد باعدتْ قهرا أحبَّتُهم
فمُشرِّقًا أمسى ومُغتربا
///
لو أنصفتْ حينًا لما سمِعَتْ
برمًا بها، أو أوسعتْ غضبا
///
لكنَّها في غَيِّها خلطتْ
جِدًّا لها ما يشبهُ اللعبا
///
إذ ليس إلا مَن يُداولها
يستلُّ من غلوائها النَّصبا
///
ويَمنُّ من عفوٍ وعافيةٍ
لعبادهِ من بعض ما وَهَبَا
///
يا مَنْ منحتَ العمرَ غايتَه
للضادِ تحرسُها بِما وَجَبَا
///
وتصونُها مما يُدنِّسُها
وتجاوزتْ في وحيها الرُّتبا
///
وبلغتَ من شرفٍ ومنزلةٍ
بهما سموتَ مُعلِّما لقبا