الحب مش كده.. مقال بالعامية المصرية
د. أسماء السيد سامح | كاتبة مصرية
اللوحة للفنان الفرنسي: كميل فيليكس بيلانجر
لما بنحب.. بنشوف اللي بنحبّهم ملايكة بجناحات، منزّهين عن الخطأ، وليهم حق في كل اللي بيعملوه، وأي تصرف غبي بيصدر منهم، بتتسع صدورنا ليه وبنلاقي له 100 تفسير منطقي وبرنس في نفسه، ويمكن ده اللي بيصعّب الدنيا أكتر بعد الانفصال: إننا بنتخيل إننا خسرنا كائن سماوي مش هيتكرّر.
لكن لو قدرنا من الأوّل نحط كل واحد في حجمه الحقيقي -بما في ذلك أنفسنا- هنبقى أكثر قدرة على قيادة العلاقة لبرّ الأمان وتخطي العقبات من ناحية، ومن ناحية تانية هنعرف نقرأ العلامات صح، وما نتخدعش، أو نطنّش مؤشر حيوي وخطير ذو دلالة مهمة في مسار العلاقة.
ولو ما حصلش نصيب هيكون عندنا من الوعي اللي يخلينا نقفل الصفحة دي باحترام وإنسانية ودون إراقة الدماء وزرع الضغينة، والاستعداد لفتح الصفحة التالية بسلاسة وأريحية.
الحب مش تسبيل وخروجات في ضوء القمر وعش العصفورة يقضّينا وسلانترو وماك، إنما بنيانٌ على شفا حفرة، مركبٌ ضيقٌ لا يتسع سوى لفردين في خضم بحر عرمرم، ثقبٌ ضئيلٌ في جدار مُصمت يوشك أن ينقضّ، ولا يقدر عليه سوى أولياء القلب الصالحين.