احتمالات
رياض ناصر نوري | سوريا
اللوحة للفنان الفرنسي: بيير ألكسندر ويلي
هَبْ أنّكَ ..
لا تمتلكُ حَديقةً منزليّةً
أو سِربَ حمامٍ زاجل.
لاتدمنُ الغناءَ على ماسوفَ يأتِي ..
ولا البكاءَ على ما ضاعْ
أمَا مِنْ حقِّ قلبكَ
انْ يُدمِنَ السفرْ
و لسانِكَ أنْ يحبَّ الحديثَ ..
عنْ دارٍ جديدةٍ لها ألفُ نافذةٍ وبابْ ؟
وليكنْ…
ليسَ في خزائنِ عمركَ
ذاك الجسر
كيْ تعبرَ كالآخرينَ إلى هناكَ هناكْ
حيثُ ينبتُ القمحُ بلا ماءٍ
ويزهرُ الياسمينْ
أمَا مِنْ حقّكَ انْ تمتطيَ فرسًا
لتسابقَ أبناءَ قبيلتِكَ…
ثمّ طواعيةً…..تَخْسَرُ
كيْ لا تخسرَهم..؟
وهَبْ أنّكَ تجهلُ ..
عاداتِ القطاةْ
حينَ يباغتُ فرخهاأول الصبحِ
صَقرٌ جائعٌ
وأنّكَ غيرُ خبيرٍ
بجغرافيا النخيلِ ..
لمْ تَنمْ فوقَ سَريرٍ وثيرِ المخدة
وأنّ أصابعَ يدِ امرأةٍ
لمْ تَحُطَّ كفراشةٍ لوْ مرّةً ..
فوقَ كتفيكْ
أما مِنْ حَقّكَ أنْ تفرّقَ
بينَ كلامٍ أصفرَ
وأغنيةٍ خضراءْ …
بينَ نايٍ مِنْ قصبِ البلادِ
وجيتارٍ من شجرٍ غريبٍ غريبْ ..؟
ولتكنْ قدماكَ
لم تركَبا حذاءً مِنْ صنعِ” روما ”
أمَا مِنْ حَقِّكَ
أن تركضََ حافِياً تحتَ غيمة
ٍ استيقظتْ توًّا تذرفُ دمعَها
فوقَ دروبِ المدينة ..؟
وهَبْ أنّكَ ..
لا تعلّقُ فوقَ جدرانِ غرفتِكَ الصغيرةِ
صورًا للأحبةِ والثائرينْ..
أمَا مِن حَقِّكَ أنْ تحكيَ لأولادِكَ
كي يناموا
سيرةَ الأصدقاءْ
واحد ٌ مثلًا :
مَاتَ في الحربِ ..
وواحدٌ تزوجَ جنيةً..
وآخرُ هَاجرَ ليلاً ليكتبَ شعرًا
عن غربةِ الشعراءْ ؟
وَهَبْ أنّهُ أنتَ
يا مَن ْ تقرأُ هذا النشيدَ الغريبْ
أمَا مِنْ حقِّك َ السؤال
عنْ هذا السالفِ الذِكْرِ
مَن ْ يكونْ..؟!
إلى أيِّ أرضٍ ينتمي؟
تحتَ أيِّ سماءٍ
خبَّأَ أسرارَهُ الباقياتْ !؟
أمَا مِنْ حقِّكَ السؤال عَنْ رغباتِه
بلْ شهواتِه..
كيفَ أتتْ على بالهِ هكذا
رغبةٌ …
رغبةٌ
حتّى غدتْ نشيدًا
لهُ أُولٌ مالَهُ آخرُ .