تشظي الزمن في الرواية الحديثة لـ«أ.د. أمينة رشيد»
إعداد: الكاتبة والإعلامية: منال رضوان
– الزمن يوجد في الذاكرة الإنسانية، ‘طفولتي التي انتهت توجد في الزمن الماضي الذي انتهى، لكن صورتها.. أتأملها في الزمن الحاضر لأنها مازالت في الذاكرة’ هذا ما قاله أوغسطين وهو ما بدأت به الدكتورة أمينة رشيد (١٩٣٨- سبتمبر ٢٠٢١) أستاذ الأدب المقارن بجامعة القاهرة والتي رحلت عنا منذ أيام قليلة دراستها النقدية (تشظي الزمن في الرواية الحديثة) والتي انتهت من كتابتها في منتصف عام ١٩٩٧، وتوقفت فيها عند الدور الذي يلعبه الزمن في جماليات الرواية الحديثة وقد اتخذت نماذج للدراسة تكونت من روايات ثلاث.
-السيدة دالودي (١٩٢٥) فيرجينيا وولف Virginia Woolf
– تلك الرائحة (١٩٦٦) صنع الله إبراهيم.
-العاشق° (١٩٨٤) مارجريت دوراس Marguerite Duras
خلصت الدراسة في عمر مبكر إلى حتمية وجود قانون أولي يحكم العلاقة بين الزمنية السردية أو التشكيل السردي للزمن ورؤية الكاتب، وبين هذه الرؤية أيضًا وفلسفة الكاتب الخاصة بالنسبة للزمن من حيث:-
١- الزمكانية أي فضاء زماني مكاني ينظم علاقة الحاضر بالماضي.
٢- العلاقات بين زمن القص وزمن الحكاية ويتضمن:
أ) النظام، أي ترتيب الأحداث على الخط الزمني حسب ظهورها في الخط السردي فيجب دراسة الزمن من حيث الرجوع إلى الوراء، التنبؤ بالمستقبل.
ب) المدى وفيه :
– المساواة، بين زمن القص وزمن الحكاية في حالة الحوار.
– الإسراع، المرور على أحداث الرواية بشكل سريع أو تجاوزها.
– التباطؤ، في القص حيث تتوقف الحكاية للتأمل أو التحليل.
ج) الاسترداد.
حيث اعتبرته دكتورة أمينة الأصعب والأهم من سابقيه رغم التغافل عنه ويتمثل في رجوع نفس العناصر سواء عن طريق التكرار أي تكرار العنصر الحكائي عدة مرات في القص، أو عن طريق استعادة القص الواحد لحدث يتكرر.
أوضحت الدراسة بعد ذلك الكثير عن الإنشاء الروائي من خلال ثلاث تقنيات لمعرفة الفروق بين الروايات محل الدراسة.
(الإشارة الزمنية، الشخصية في الزمكانية الروائية).
وفي الختام قامت الدراسة بتقييم جماليات الرواية من حيث إبراز جماليات التشظي- التشذر السردي أو التقطيع من خلال تلك التقنيات المتنوعة للتشظي.
رحم الله الأستاذ الدكتور أمينة رشيد رحمة واسعة، فقد حصلت على فائدة عظيمة عند مطالعتي لهذه الدراسة القيمة.
ملحوظة:
رواية لـ الكاتبة Marguerite Duras، هناك رواية لغسان كنفاني تحمل الاسم ذاته.