مسكونة الآن باللاجدوى
بقلم: ياسمين كنعان
الفنان التركي المبدع Musa Celik
ها أنت تدحرج أمامي أسئلة لا أجد لها إجابة..تقول لي “لم غبت؟!”
وأقول لك “أنا عادة لا أغيب ولكن يتم تغييبي..!”
وتسألني” كيف؟!”
وأتهرب كعادتي من الإجابة..!
تمد يدك إلى جيبك وتضع أمامي أسئلة قلقة..وألتزم الصمت، وأقول لك وأنا أتحاشى النظر في عينيك “الحزن صامت..!”
كيف تريد من امرأة أعادوها مرارا إلى القبو أن تكتب، وماذا تكتب..وكيف تنجو بالكلمات من كل هذه الحماقة..؟!
تسألني وأنا أحوج ما أكون إلى إجابة؛ تسألني” لم لا تكتبين..؟!”
وأقول لك “القبو مظلم ولا ضوء..!”
تقول “على شعاع فجر..!”
وأقول “لا أراه..!”
تقول “تسدين الدروب كلها..!”
وأقول” كلما فتحت كوة ردمها اليأس..!”
أتملم من استجوابك لي..كيف أقنعك أني مسكونة الآن باللاجدوى؟!
كيف أقول لك أن هذا الكون في عيني لا شيء، وأني لست آسفة على شيء؛ فما من شيء في هذا العدم المطلق يستحق الأسف..وما من شيء يستحق الرثاء حتى الموت..!
لا تحاكمني على ما فرطت فيه من آمال واهية، ولا تأخذني من يدي لتوقد شعلة روحي..فإني أعلنت هزيمتي..مرارا قلتها إني هزمت..!
رفعت الراية البيضاء أم لم أرفعها..إني هزمت..!
وقعت على ورقة موتي أم لم أوقع..إني هزمت..!
أقفلت على نفسي واعتزلت الكون وركنت إلى وحدتي أم لم أفعل..إني هزمت..!
خربشت بأظافري على الحوائط وأنا أجرح صمتها أم تركتها على حالها..إني هزمت..!
لن أتجمل وأقول لي جولة أخرى مع الحياة والغلبة لمن صبر وصمد..!
هراء يا هذا وزيف وتزييف..!
إني أمام حقيقة واحدة أقولها وإني لا أخشاها أبدا…إني وحق السماء هزمت..!
–
12 أيلول 2021