فارق التوقيت
د. ريم عبدالغني
اللوحة لسيلفادور دالي: “إصرار الذاكرة”
لانعرف من أين نأتي ولا أين سنذهب.. نُساق فوق سكّة مجهولة إلى مجهول بوّابته حفرة في أديم الأرض.. حياتنا هي “فارق توقيت” بين لحظة الولادة ولحظة الرحيل… وفي فوارق التوقيت..تكمن السعادة.. أو الشقاء.
“فارق التوقيت” بين يوم يضخ القلب الحياة ويوم “نعرف” كيف نعيش.. بين وقت فيضنا بالقدرات والمشاعر… ووقت استيعابنا كيف نقود لجامها إلى منتهى الرضى..
بين فسحة التمنّي وفسحة المُتاح..فارق التوقيت بين “زمننا”.. وزمن من يعيشون حولنا في مكان هبوطنا الإجباري.. بين حينِ نتعرّف به إلى صورتنا في المرآة…وحينِ نُبصر به ملامحنا الحقيقة… بين زمن اختيار المفترقات و زمن استيعابنا للاتجاهات.. بين زمن التماع نجم الشمال… وزمن “رؤيتنا” له.. فارق التوقيت بين أوان رحيلنا وأوان رحيلهم.. أولئك الذين يتلاشى بعض عالمنا بغيابهم.
كلما ارتقينا ازداد تأثّرنا بفوارق التوقيت.. وكلما اتسعت فوارق التوقيت بين إيقاع العقل وإيقاع الجسد.. ازددنا شقاء… فالوقت لا وقت لديه ليكرر ذاته…وطوبى لمن لا يعون نبض الزمن… قلّما يموتون لأنهم قلّما يعيشون.