أيقونةُ الياسمين
ناهد بدران | سوريا – لندن
اللوحة للفنانة ليليانا اوف اربي
لألفِ مرّةٍ بعد غروبِ البوح
أحملُ في وتيني شجرةً من نور
نوّارها قناديلُ مضاءةٌ بزيتِ عروقي
عشّش على أريكتها طائرٌ غائرُ العينين
لمْ ينمْ مذ شدّ الأفق .. وسادة اللّحن !!
هلْ سمعتَ أغنيةَ النّهرِ أيّها الغرّيد ؟؟
كانتْ على أنغامِ المجاذيفِ تصنعُ القافية بهديرِ الشّلالِ
تخيفُ وحشَ البحر المتمدّدِ بين شعابِ الرّوح ..
ينفقُ على جوعهِ من ريعِ الأصداف ..
و شاءتْ الصّدفُ يا اكسيرَ نبضٍ معتّقٍ
بتراتيلِ الياسمين
أن أشربَ نخبَ عينيكَ دمعَ القصيد
أن أسهرَ و الشّرفاتُ النّائيةُ لا تتقنُ
الحديثَ مع القمر
لا تفقهُ عبقَ الحواري ..
أحاولُ شربَ كأسِ النّورِ قبلَ أن تتجعّدَ
ملامحُ الشّمسِ حينَ تنزلقُ مهووسةً بالخضابِ ..
أحاولُ إشغالها بفقاعاتِ بوحي
تخرجُ من غرغرةِ صدرٍ جوّفهُ النّوى ..
في عروقٍ تصلّبتْ من التهامِ دسمِ القهر
كلّ شوقٍ قاتمٍ ..!! أشعلُ ثقابَ النّارنج
و على جسدِ بيوتٍ تساندتْ أمدّ شِعري
أغسلُ آخر قصيدةٍ كتبتها بدمعِ الزّيتون
أشربُ نقيعها لسعالِ قلبٍ شفّتْ نياطه
أتهجأُ ما بينَ السّطور
ها أنتِ هنا .. تنمّقينَ الصّدى الّذي
شاخَ على وجهِ النّداء .
يا أولَ بياضٍ فُلقَ من آياتِ الضّحى
قد أقسمَ الياسمينُ أن يطويَ شتاءكِ
فاكترى أيقونةَ النّسغِ و فاض مدد .