المرأة نبراس البيت الوهاج، و سراج الأبناء المنير
عبد الهادي شفيق
تعد المرأة القلب النابض للمجتمعات على اختلاف ها،والعمود الفقري للبيت الأسري، كما هي العنصر الثاني المنخرط في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. فلا يخلو أي مجتمع من تضحيات المرأة الجسام، وأدوارها الفعالة في إعداد شعب عريق.
فإذا كانت المجتمعات الدولية قد منحت للمرأة مكانة مرموقة على كافة المستويات، فقد سبقها في ذلك ديننا الحنيف، فقد كرم الإسلام المرأة ،وانزلها منزلة سامية،، وأخرجها من عنق العبودية والخنوع للهيمنة الذكورية ،والوأد الجاهلي ،ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة ومثال، فكان صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته معاملة حسنة، إذ كان يخدم أهله و يساعدهم في كل أعمال البيت، فالذي لا ينطق عن الهوى كان يعلم أن المرأة تربى الأجيال وتعلم الناشئة، وتخرج للمجتمع أفدادا وتشد عضد المجتمع بالأشداء، فكيف لا وهو يرشدنا للتعامل مع المرأة بما كان يعامل به زوجاته صلى الله عليه وسلم.
إن المرأة عامة و المعاصرة بالخصوص لا تقل ذكاءا وجرأة وعزيمة عن الرجل، لقد صار صيت المرأة ذا ذيوع وإشاعة في كافة المجالات الحيوية، وصار صوتها يسمع في كل المحافل، بل منهن من تقمصت أدوارا لم يستطع الرجل تأديتها، فهن الان صرن مستشارات و رئيسات ،كما لا يخلو قطاع من من القطاعات الا ووجدنا فيه العنصر الأنثوي متوغل فيه، فكان الفضل كل الفضل للدين الإسلامي الذي أخرجها وحررها من الوأد الذي كان يمارس عليها في الجاهلية، كما حبب و رغب الزواج في صفوص الشباب قصد تقوية شأن الأمة الإسلامية، وتكوين مجتمعات إسلامية، و الانخراط في الحياة المجتمعية،فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالنساء فيقول (رفقا بالقوارير) وقال صلى الله عليه وسلم (النساء شقائق الرجال)، كما وردت سورا في القرآن الكريم تعظيما وإعلاء من شأن المرأة (النساء) (مريم).
كان للإسلام فضل عظيم بأن جعل المرأة نبراس البيت الوهاج، و سراج الأبناء المنير، كما جعل لها صوتا تقدح به وتثبت به وجودها، وهذه دعوة لباقي نساء المجتمع المعاصر للانخراط في المجتمع و المشاركة الوازنة بأفكارهن و تفاعلهن وأداء مهمتهن بكل عزيمة داخل المجتمع بالعمل على ما أنزله الله تعالى ومخافته.