أسئلةُ الرّيح
سامي مهنا | فلسطين
للرّيح ريشتها
التي عزفت على أوتارِ هذا الليلِ
أسمعُ جوقةَ الأغصانِ
طقطقةً على القرميدِ
فوضى في الشوارعِ
وانسجاماً في الفراغْ
الرّيحُ عابثةٌ تمرُّ بكلِّ شيءٍ
ترصدُ الأشجانَ في فيض الأغاني العالقاتِ
على الشَّبابيكِ المضاءةِ بالحنينِ
وشوقَ عشّاقٍ تبعثر في الطريقْ
الرّيحُ حاملةُ الهمومْ
الريّحُ ناقلةُ الرّموزِ من التقاءِ الطّيرِ بالأنثى البعيدةِ
فرحةِ الأطفالِ
قصّةِ جدّةٍ
وحنينِ من باتوا بلا وطنٍ
وتحملُ ما يبوحُ الليلُ من أسرارهِ الكبرى
وتختزنُ الصّدى
في كلِّ ما يروي المدى
وتَعلّق الورد المضمّخ بالنّدى
تتموّجُ الأحداثُ في طيّاتها الكبرى
فترقى للوجومْ
تنسابُ أوتارُ الغموضِ تعلّقًا بالصّمتِ
إنَّ الريحَ قافيةُ المعاني إنمّا اعتمدت
جوانحُها العراءْ
الرّيحُ عريُ الشّكلِ إلاّ من حنينِ الصّوتِ
فالأصواتُ تحيا في ضمير الرّيحِ
أشباحًا تدومْ
ليلٌ بأصواتِ الرياحِ يعومُ غامضهُ
فتصفرُ حيرةً
من يفهم اللغةَ التي فيها خلاصةُ
ما يبوحُ من المكانْ؟
سألَ الزّمانْ
قد ولّتِ الرّيحُ التي ليست وظيفتها الإجابةُ والردودْ
هل كلُّ ما في الريّح أسئلةٌ؟
كدمعٍ حائرٍ فوق الخدودْ
فتناقضُ الأصواتِ
فوضانا الجميلةُ في الوجودْ