قراءة في رواية اليافعين” أنا من الدّيار المقدّسة “للأديب جميل السلحوت
هدى عثمان أبو غوش | فلسطين
صدرت رواية ” أنا من الديار المقدسة ” للأديب المقدسي جميل السلحوت سنة 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا،وتقع الرواية في 62 صفحة من الحجم المتوسط. وهي في مجملها سرد واقعي يجسد حالة الصراع حول هوية المكان ومدينة القدس خاصة،سرد يعرّي الأكاذيب والزيف والتضليل من قبل الإحتلال والإعلام الأمريكي والإسرائيلي، سرد ينتصر للحقيقة من خلال عين الواقع لا السمع والأقاويل،سرد ينتقد فيه الإعتداء على الفلسطيني، سواء على الجسد الأرض، التراث.
يصوّر لنا الأديب السّلحوت،محور النزاع حول هوية القدس من خلال حوار جرى في إحدى المدارس في شيكاغو بين المعلمة(سوزان الأمريكية) مع الطالبتين ميلسا ولينا،وهما من أصل فلسطيني، ممّا حفز المعلمة والمديرة جاكلين في البحث عن الحقيقة بأنفسهم.
العنوان”أنا من الدّيار المقدّسة”جاء الضمير المنفصل (أنا) ليؤكد على الإنتماء للمكان والهوية.
في الشق الأول من الرّواية تدور أحداث الرواية في مدينة شيكاغو ولكن القارئ لا يستشعر أنّ الأحداث تدور هناك، بسبب شح وصف بيئة المكان أو الطبيعة. بينما ينهمر الوصف في الشّق الثاني للرواية بوصف الأماكن في القدس.
من الممكن اعتبار المكان هو بطل الرّواية،حيث أخذ حيزا كبيرا، فإيقاع المكان ينتقل من شيكاغو الى القدس وبعض الأسواق وبيت لحم ،البحر الميت حيث الخان الأحمر وعلاقةالمكان بذاكرة التّاريخ والتحولات التي طرأت عليه كمسجد عمر الّذي أصبح قبة راحيل على سبيل المثال،بينما الشّخصيات في الرّواية تقف كشاهدة على المكان والأحداث.
أمّا الصراع في الرّواية،فهو صراع الأجيال في تمسكهم بهوية الأرض وعدم التنازل عن حقوقهم،ومن جهة أُخرى،كان الصراع عند المعلمة سوزان والمديرة جاكلين حول هوية الأرض أيضا.
جاءت الشخصيات بلا ملامح أو وصف لملابسهم،حيث سيطر الحوار ووصف المكان على الرّواية،أمّا الّلغة فكانت سهلة بسيطة تخلو من المحسنات البديعية،والسّرد خالي من الخيال حيث جعل القارئ يقرأ تفاصيل وطنه كما يراه عبر نشرات الأخبار أو من خلال واقعه المعاش،وقد كان السّرد مزدحما بالمعلومات كي يبرز الحقيقة،وبناء عليه يمكن اعتبار الرّواية نصا ينقل الواقع بإمتياز وتثقيفيا يحثّ على المعرفة لمواجهة الآخر في الدّفاع عن الوطن.
ومن الملاحظ في الرّواية اختيار الأديب السّلحوت بعض الأسماء الحقيقية في الرّوايةكالجدّ جميل والجدة حليمة والابن قيس وغيرها والّتي حملت أسماء عائلة الأديب جميل السّلحوت.وكذلك المكان حقيقي حيث يتواجد الأحفاد في أمريكا.
ورد في الرّواية تكرار لذات الحوار تقريبا على لسان لينا في إجابتها لوالديها حول الحوار الّذي جرى بين المعلمة ولينا(في صفحة 5 وتكرر في صفحة 9) فلا حاجة للإسهاب مرة أُخرى بنفس الكلمات.