الإنْزِلاق
عماد الدين التونسي | تونس
هائِم مِثل نمْنمات الرِّمال المُتناثِرة
تمْتمات النَّخيل المُتمايِلة
أرْتدي الْقتامة والإِخْتِفاء الْيبِس والْكلا
مُقيَّدٌ أحْتضِن بقايا مُتونِ صُوَري الْمُهمَّشَةالْعارِية
أنْظُر مشْبوحا إلى سِباخِ إنْعِكاساتِ نُدوبيَ السَّوْداء
أصابِعي الْفارِغة كغيْث إِستدْبرتْه الرِّياح
لمْ تعُد تقْوى على التّشكُّل لِتُشكِّل حَرْبتي
حين تنْقرِض كنوزُ خِرْبتي كذُكورِ النَّحْل
تائِه كقِشّة تِبْنٍ يسْهُل كسْرُها كسفِينَةٍ بِلا بوْصلة
أُصارِع رجفاتَ آهاتي الثّلاثةِ الْمُهْترِئة
دُموعي تنْهمِرُ ذِكْرى كما ليْلُ الْمنارة
وسط مُدُن التِّبْغِ الْمُبعْثرةِ حين يبْلغُ السَّيْلُ الزُّبى
وفي صدْري أرْبعون سبْعون وخْزةً تُزْعِجُني تَحْرِمُني
الْجُلوسَ كما الْوُقوف
سائِرٌ كما شظايا بقايا الْجِبال الْمُبعْثرة
تُطوِّقُني ترْقونَةٌ مِن نَحاس
أرْتشِفُ سُهْد أحاسيسي الْخائِرة
مِنْ وحْلِ خُيوطِ أظافِر الرَّعْد الْمُظْلِمة
أمْتقِعُ ألْوان ألْحان أنْفاسي الْحائِرة
مِنْ تفحُّمِ غَلْيوم غُيوم الْصَّافين الْمُبْعدة
لا السّماءُ تُمْطِر شِتاءً ولا الأرْضُ تُزْهِر ضِياءً
الْماءُ لهيبٌ يحْرِقْ والنّارُ سيْلٌ يُغْرِقْ
لا حقَّ لي في آلكلام مع أحدْ
في آلسّلام في آلأحْلام في سند
كُلِّي مُنْهك مُكوَّرٌ مِن هوْل الإِنْزِلاق
و آلأعْورُ الدجَّالُ الْكذَّابُ الْمارِقُ الأفَّاكُ
شديد الْجُعود بارِزُ الْعنَبةِ الْجَحود
وسط عُصْبة الطيالِشة الْمُمحِّلين
يتباهى لا يتوانى
بإسْتِنْزافِ نبْضي بِتكْميم ثِغْري
بِمخْر عُباب بُحوري الْقريضة
تحْت قِمم الدِّماءِ الْمُتخثِّرة
و بين شدقيه نفسي لمى شفة أشتهيها
لَدَ لؤلؤةٌ أقْتفيها
بقايا قصيدي الْذِّي ينْتهي حيْثُ ينْتهي طرَفي
حُبُّكِ موْلاتي مبْدأُ مُبْتدأُ حياتِي