كَفى مِنْ هذي الْوُجُوهِ، كَفى
عبد الصمد الصغير – تطوان | المغرب
كَـفـى رِثــاءً لِـحـالِـنـا … كَـفى أَسَـفَـا
كَفى غَباءً وَ مِنْ هـذِي الْوُجُـوهِ كَـفَى
هـذِي الْوُجُـوهُ الَّتِـي مَلَّـتْ بِنـا نَـظَراً
تُـريـدُنـا … وَلَــداً عـاقّـاً وَ مُـقْـتَـرِفَـا
تَـكـادُ تَـهْـرُبُ مِـنْـهــا … عِــبْـرَةٌ بِــدَمٍ
هَـلْ تَنْـبَري ضـالَّـةً ، أَمٔ شَـأْنُهـا وَقَـفَـا
تَـكـادُ تَـسْـقُـطُ مِـنّا سَـحْـنَـةٌ بَـلِـيَـتْ
إِنَّ الْـقِـنـاعَ كَـثـيرٌ … عِـنْـدَنـا عُـرِفَــا
تَبْـدو الـصِّفـاتُ بَـراءً … إِذْ نُـشَـكِّلُـها
وَ إِنْ خَفَتْ طَعَنَتْ في ظَهْرِنا السُّيُفَا
قَـبْلَ الطَّـريـقِ رَفيـقٌ ، كَيْـفَ يَتْرُكُـنا؟
وَ كَيْـفَ يَمْـشي طَريقـاً غَـيْرَهُ وَصَفَـا
لَـيْـتَ الـضَّمـيرَ كَـظِـلٌّ … لا يُفـارِقُـنا
رَأَيْـتُـهُ أَزِفــاً … قَـدْ زاغَ وَ انْـحَـرَفَـا
يَـهْـدي الٔعِـبـادَ وَ كُـلُّ غَـيْـرُ مُـكْـتَـرٍثٍ
حَـتّى انْتَهى غَـضَباً يَخْـبُو إِذا هَـتَـفَـا
مَـنْ راعَـهُ عِـنْدَمـا اجْـتُـثَّتْ بَـواعِـثُهُ
وَ مَـنْ رَمـاهُ … كَـمَـنْ بِنَـفْـسِهِ قَـذَفَـا
وَ مَـا رَمـاهُ سِـوى مَـنْ كـانَ مُنْـدَفِـعاً
وَ مـا حَـماهْ عَـدا مِـنْ حـافِـظٍ شَـرَفَـا
قَـدْ زارَني عِـنْـدَمـا اسْـوَدَّتْ مَنـاظِـرُهُ
يَـبْـدُو وَديـعـاً وَ فيـهِ مَـشْهَـدُ الظُّـرَفَـا
إِنِّـي الشَّـريــفُ الْعَـفـيفُ لَـمْ أُرِدْ أَبَـداً
سَـيْراً إلـى طَـمَعٍ … يَجْـري بِمَـنْ دَلَفَـا
إِنِّـي الصَّـريـحُ الْفَصيحُ لَمْ يَقُـلْ لَغَطـاً
وَ لَـمْ أَكُـنْ أَبَـداً …. ذاكَ الَّـذي هَــرَفَـا
بـانَ الـضِّـيـاءُ ضَـعيفـاً فـي طَـلائِـعِـهِ
فَاسْتَحْكَمَتْ ظُلَمٌ وَ اسْتَعْبَدَتْ ضُعَـفَا
تَـمْـضي بِـنـا غُــرَرٌ شَـحَّــتْ مَـوارِدُهـا
قَدْ أَفْـرَغَتٔ ما بِـها وَ اسْتَأْجَرَتْ غُـرَفَـا
لَيْتَ الزّمـانَ يُعيدُ الْأَمْسَ … لَيْتَ أَبي
يُـعـيـدُ فِـينـا دِمــاءً … مُـلْـقِيـاً شََغَـفَـا
تَـأْبى النُّـفـوسُ حَـيـاةً في ضَمـائِـرِهـا
وَ لا تُـريـدُ سِـوى مَـنْ يَـبْـتَـغي التَّرَفَـا
تَمَـضى الْوُعـودُ تِـباعـاً أَيْـنَ مَـوْعِـدُها
وَ كَـيْفَ أَرْقُـبُ مَـنْ عَـنِّي قَدِ انْـعَطَـفَا
هـذي الْـبِــلادُ ضَـيــاعٌ دُونَ عِــزَّتَـهـا
فَكَـيْفَ شَأْنٌ سَيَعْـلُو عِنْـدَ مَنْ خَـسَفَـا
أُشـاهِدُ الْبُـؤْسَ في عَيْـنِ الَّتي لَهَـثَتْ
خَـلْـفَ التَّـهـافُـتِ ظَـنّـاً أَنْ لَهـا هَـتَفَـا
أُصـالِــحُ الــزَّمَـنَ الَّــذي يُــرِي أَمَـــلاً
ظَـنَـنْتُـهُ زَمَـنِي … فَـاغْـتالَـنِي وَ نَـفَى
هَلْ كانَ عَكْـسَ ضَمـيرٍ يَنْـتَـقي بَشَـراً
أَمْ نـامَ قَـبْـلَ أَوانٍ كُـنْـتُـهُ … وَ غَــفَـا
وَ مُـقْـبِلٍ بِـعَـظـيـمِ الـمُـدْبِـراتِ ، رَأى
في عَـيْشِـنا كَـدَراً فَاعْـوَجَّ وَ اعْـتَـقَـفا
وَ الْمُـقْبِلاتُ وَ فِـيها الشَّـكَّ يَفْـضَحُـها
فَـلا تُـرِيـنا سِـوى مُـسْـتَـثْـمِـرٍ قَـطـفَـا
دَعْ لي الدِّيـارَ وَ دَعْ شَـأْنِي وَ كُـلَّ يَـدٍ
تُـؤْذي دَمـاً ، بِــأَخٍ ، مِـنْ أَجْـلِـهِ نَـزَفَـا
فَلَنْ أَبـيعَ ، وَ إِنْ أُعْـطيـتُ مُـلْـكَ دُنـا
وَ لَـنْ أَخِــرَّ سِــوى لِـمَـنْ لَـنــا نَـطَـفـا
إِنِّـي أَرى طُـرُقـاً تُـفْـضـي إِلـى طُــرُقٍ
وَ إِنْ مَـشَيْتُ طَرِيقـاً مالَ وَ انْـحَـرَفَـا
مَـتى يَقُـومُ ضَـميرُكُـمْ وَ مِـنْ عَـطَـلٍ
مَـتى نَـصيـرُ عِــباداً قَدْ عَـلَـوْا شَـرَفـا
كَـفى بِـنا بَـدَلاً …. كَـفــاكَ مِـنْ فَـشَـلٍ
كَـفَى وَ إِنْ حَـمَلَتْ بَطْـنُ فَمِنْـكَ كَـفَى