ماذا سيقول محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
بقلم : عصري فياض
يتهيأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجولة سفر رسمية ستبدأ بتركيا وتنتهي في نيويورك،ليقلي مساء الاثنين القادم السابع والعشرين من هذا الشهر كلمة فلسطين في الاجتماع الدوري للهيئة العامة للأمم المتحدة ، والتي اعدتنا عليها خلال السنوات ألفائتة وانتظرناها وتابعناها سواء كنا مؤدين او معارضين لسياسة (م ت ف) أو السلطة ألفلسطينية،ولكن ونحن الذين سنتابع ما سيقوله الرئيس من الشعب الفلسطيني والعربي والدولي المهتم والمتابع لقضية فلسطين لا نضرب بالمندل،ولا نفتح بالفجان، بل نستطيع أن نستشرف معظم جوهر الخطاب ومحتواه من خلال المواقف والسياسات التي جرت وتجري خلال السنوات والسنة الماضية، فالأحداث والمواقف لم تتغير كثيرا بما خص القضية الفلسطينية،سواء كان ذلك محليا او اقليميا أو دوليا،حتى ما جرى من تغيير في رحيل الرئيس الامريكي السابق دولاند ترامب وقدوم خلفه جو بايدن،لغاية الان لا يلمس اثره على القضية الفلسطينية الا بشكل لا يكاد يذكر،ففي خطابه الاخير امام المنبر الدولي المذكور قال ما يرضي الفلسطينيين والإسرائيليين معا،قال حل الدولتين، ولم يتطرق اللأية العمل والتنفيذ، وقال تغير اوضاع السكان الفلسطينيين، وهذا أرضى الجانبيين الفلسطيني الرسمي والإسرائيلي، وما جرى من تشكيل حكومة يمينية جديدة في اسرائيل برئاسة نفتالي بينت لم يغير المشهد التفاوضي المجمد، بل عززها بلاءات بنيت الثلاث الواضحة” لا اتصال بالرئيس ولا تفاوض ولا حل متوقع،مع عدم تراجع في الاستيطان،ولا تغيير في الاجراءات على الارض”، بل امتداد للحل الاقتصادي الذي عمل عليه خلفه السابق نتنياهو..
إزاء ذلك دعونا نتوقع ما سيقوله الرئيس محمود عباس في خطابه القادم، والذي من الممكن أو من المتوقع ان يتركز على النقاط التالية :-
·أولا التمسك بالسلام عبر التفاوض مع الجانب الاسرائيلي بمرجعية الشرعية الدولية كخيار استراتيجي.
· ثانيا: تكرار الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام من خلال الرباعية الدولية وما يضاف اليها من دول عربية واقليمية ودولية مثل الاردن ومصر والسعودية وتركيا واليابان،وعدم اقتصار الولايات المتحدة في ان تكون الراعي والوسيط الوحيد في هذه المفاوضات،بل اضافة الرباعية الدولية ومجموعة دول اخرى على قياس التفاوض النووي بين ايران ومجموعة 5+1.بغض النظر عن الرقم الذي سيسبق الرقم واحد.
·ثالثا: التمسك بالثوابت الفلسطينية “بحلتها الجديدة”، الدولة على حدود العام 67،والقدس الشرقية عاصمة لها ، وايجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين، وحل عادل متفق عليه برأيي تنسف الحل المطلق بالعودة الكاملة لكل اللاجئين الفلسطينيين.
·رابعا: رفض الاستيطان في الاراضي الفلسطينية ضمن حدود عام 67، ورفض تهويد القدس والعبث زمانيا ومكانيا بالمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، مع ضمان حرية التعبد بالديانات الثلاث بعد ان تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين الابدية.
· خامسا: التمسك بحل الدولتين والعمل له وعدم تأخيره وتأجيله، كونه الحل الذي تؤيده السلطة الفلسطينية ويقبل القسمة على مواقف معظم دول العالم.
· سادسا: تهيئ الظروف للشروع في اعادة الاعمار في قطاع غزة من خلال وعبر الجهة الوحيدة المخولة بذلك وهي الحكومة الفلسطينية، وتقديم العون لهذا المشروع من الدول العربية والغربية والدولية عبر الية وإشراف الحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور محمد اشتية،وبالتعاون مع مصر والأردن وقطر والدول المانحة.
· سابعا: التمسك بالموقف الثابت القاضي بأنه لا حل شامل وعادل لقضية فلسطين دون الافراج الكامل عن الاسرى والمعتقليين ألفلسطينيين ولا تراجع عن الموقف القائل أنه لم لم يتبقى قرش واحد في ميزانية السلطة سيصرف اولا لعوائل الاسرى والشهداء والجرحى.
· ثامنا: التمسك بمحاربة الارهاب محليا ودوليا، وعدم السماح بممارسة الارهاب والعنف، والتمسك بالمقاومة الشعبية السلمية كوسيلة وحيدة في مقاومة الاعتداءات الاسرائيلية من اقتحامات واستيطان وطرد السكان وتهجيرهم والاستيلاء على اراضيهم وتدمير مصادر ارزاقهم.
· تاسعا: التمسك بالمرجعيات والشرعيات الدولية في حل النزاعات بين الدول في العالم.
· عاشرا: العمل على حصول فلسطين على عضوية دولة كامل العضوية في الجمعية العامة للامم المتحدة، كدولة تحت ألاحتلال والسعي لدخول المنظمات الدولية المنبثقة عنها كحق مستحق، وعدم التراجع عن تقديم قضايا ممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة امام محكمة الجنايات الدولية.
· حادي عشر: قد يشير الرئيس في ختام كلمته لعبارة قالها في نفس المكان قبل عامين، حيث قال في ما معناه أن التمسك بهذه السياسات الفلسطينية لن يكون الى ما لا نهاية.
· ثاني عشر دعوة حماس بإنهاء الانقسام من خلال التنفيذ الفوري والدقيق للاتفاقيات التي وقعت معها لاقفال هذا الملف، وتكوين حكومة وحدة وطنية على اساس مقبول للشرعية الدولية.
هذه النقاط التي من المتوقع أن تكون جوهر كلمة الرئيس امام الجمعية العامة للام المتحدة الاثنين القادم، والتي على ما اعتقد لن تأتي بجديد، ولن تحدث ألمفاجأة، بل ستتساوق مع النمطية التي اعتدنا عليها،وسيكون أثرها قصيرا، وستعود وتدخل الحالة الفلسطينية في زمن الجمود والانتظار في الوقت الذي لا تتوقف اسرائيل عن تنفيذ مخططاتها الاستيطانية والتهجيرية والقمعية والتنكيلية ضد الشعب والأرض، لنضيف الى سنوات الانتظار القاتل سنة اخرى لا صدى فيها للمواقف السياسية الفلسطينية التي تصنع الحدث ،لا أن تتابع اصداءه وارتداداته.