سوالف حريم.. الطفولة الضائعة
حلوة زحايكة | القدس
في حقول البراءة، نرى وجوههم شاحبة وهمومهم كبيرة، ينادون بأصواتهم كحد السيف من أجل لقمة العيش…. هم صغار لكنهم يعملون عمل الكبار. لم يعيشوا طفولتهم ، أجمل سنوات عمرهم سرقت منهم. فاصبحوا شيوخا وهم لا يزالون في عمر البراعم….. كبروا ونضجوا ودعوا الزمان والمكان…. ترون في عيونهم أحزانا وفي قلوبهم الآلام…. والحزن والألم يلتحمان بالحياة.
هذه صورة كل طفل يقبع خلف بسطة، وأوصلته الظروف الصعبة الى هكذا أعمال. فهل تساءل أحد منا مرة ما الذي دفع بهم الى هذا وهم ما يزالون صغارا كالبراعم التي بدأت لتوّها بالتفتح؟
لو نظر أحد منا الى أحد هؤلاء الصبية لوجد بؤس حاله، وهو جالس أمام بسطته التي تكون عادة من الكولا أو بعض السكاكر والحلويات وعلب السجائر، ولو حاول أحد سؤاله عن سبب عمله هذا، لأجاب لأنه يساعد والده في اعالة اسرته لأن أباه عاطل عن العمل، وهو يريد أن يساعد ولو بشيء قليل، بسبب هذه الظروف الراهنة، أو لأنه لم يعد هناك معيل في البيت، بسبب استشهاد أبيه أو ذويه، فاضطر للخروج للعمل لأنه لا معيل له.
وقد تزايدت هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة بوجود أعداد كبيرة من الفتيان والشباب الصغار داخل الأرض المحتلة الذين اضطروا الى ترك المدارس والبحث عن عمل، وكل ذلك بسبب الظروف القاسية والحياة الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والضغوطات التي تلقى على كاهل كلّ فرد من افراده.
ويظل الخوف الماثل أمام الجميع هنا يتركز في المستقبل الذي ينتظر هؤلاء الصّغار وقد خرجوا الى الحياة بدون شهادة أو مهنة، ولا يستطيع الواحد منهم أن يعمل أيّ شيء آخر، فيظل مستقبلهم مهددا بالخطر.