بين تيمور الشرقية و كشمير.. المجتمع الدولي والأمم المتحدة واختلال المعايير

د. طارق محمد حامد | أكاديمي مصري

يوما بعد يوم يفقد ما يسمى بالمجتمع الدولي و كذلك الأمم المتحدة و النظام العالمي الجديد مصداقيته شيئا فشيئا و تتهدم أركانه و ذلك لتباين المعايير  التي يتعامل بها مع الأزمات الدولية المتشابهة إلي حد التطابق مثل وقوف المجتمع الدولي و مجلس الأمن في قضية انفصال تيمور الشرقية عن أندونيسيا مطلع الألفية الجديدة و إصدار قرارات من مجلس الأمن بحق تقرير المصير و الإستفتاء والتصويت على إنفصال تيمور الشرقية لتصبح أحدث دولة  في القرن الواحد والعشرين و اسارعت دول العالم أجمع بالإعتراف بها كدولة مستقلة و ذلك لاحتوائها علي أغلبية مسيحية و انفصالها عن أندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة، بينما تغض الطرف عن المجازر و التطهير العرقي للمسلمين في كشمير  المستمر منذ أربعينيات القرن الماضي من قبل الهندوس برغم أن غالبية السكان في كشمير من المسلمين ، و حينما يكون المسلمون طرفا من أطراف الصراع فإنهم يعتبرون الطرف الأضعف و الجناح المهيض و دائما ما ينحاز هؤلاء للطرف الآخر ضد المسلمين و حدث هذا في السابق ضد المسلمين في البوسنة والهرسك و سيربينتشا والشيشان ولم يتحرك المجتمع الدولي و الأمم المتحدة إلا بعد مجازر عدة قام بها الصرب و الكروات و روسيا المسيحية ضد المسلمين ، و هذا بلا شك اختلال في المعايير كما قلنا و قدح في الحضارة الغربية المزعومة و التي تظهر لنا نحن المسلمين وجهها الكالح بينما تقوم الدنيا و لا تقعد إذا قتل مسيحي واحد أو انتهكت حقوقه .

و نحن نري بأم أعيننا المجازر ضد المسلمين في كشمير علي مدار الأسابيع الماضية و لم يحرك ساكناً لا المجتمع الدولي و لا الأمم المتحدة ، و هذا انحياز سافر مع مصالحهم و ضد المسلمين العزل و الذين يتعرضون لأبشع أنواع التطهير العرقي علي مرأي و مسمع من المجتمع الدولي، و هذا يدعونا نحن المسلمين إلي تكوين جبهة إسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه المسلمين في العالم و التعاون فيها مع المنصفين من دول العالم القليلة و غير المنحازة علي غرار منظمة دول عدم الإنحياز التي عقد أول مؤتمر لها في عام 1955م في باندونج في أندونيسيا و ذلك للتحرر من أغلال قطبي العالم آنذاك الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفييتي و الابتعاد عن تجميد صقيع الحرب الباردة المشتعلة بينهما و التمايز عنهما بموقف دولي مختلف و هكذا يجب أن نفعل نحن العرب و المسلمين.

كذلك تحرك منظمة المؤتمر الإسلامي و الدول الإسلامية نحو الدبلوماسية الدولية و الأمم المتحدة للحد من هذه المجازر و استصدار مشروع قرار لعمل استفتاء في كشمير المسلمة للإنفصال عن الهند و تشكيل حكومة مستقلة و دولة مستقلة علي غرار تيمور الشرقية وجنوب السودان و كل الدول التي نالت استقلالها و حق تقرير المصير ، كذلك يجب تقديم المساعدات الإنسانية من قبل حكومات دول العالم الإسلامي لكشمير و قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الهند المجرمة ضد المسلمين في شتي أنحاء الهند و ليس كشمير فقط و تكوين رأي عام دول للضغط علي الهند لتمتنع عن هذه الأعمال الإجرامية وهذه المجازر ضد الإنسانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى